مؤشر الخوف والطمع يكشف عن توجه المستثمرين نحو الذهب وما هو السعر المناسب للاستثمار في الذهب في السعودية مع توقعات رفع الفائدة في سبتمبر

مؤشر الخوف والطمع يكشف عن توجه المستثمرين نحو الذهب
  • آخر تحديث

مع اقتراب اجتماع البنوك المركزية في سبتمبر 2025، ارتفعت مستويات القلق في الأسواق المالية العالمية، الأمر الذي انعكس مباشرة على مؤشر "الخوف والطمع" الذي سجل تراجع ملحوظ نحو منطقة الخوف، مما دفع العديد من المستثمرين في السعودية والعالم إلى التحوط عبر التوجه نحو الذهب كملاذ آمن، وسط توقعات برفع إضافي في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

مؤشر الخوف والطمع يكشف عن توجه المستثمرين نحو الذهب

وفي ظل هذه التحولات، برزت تساؤلات حول التوقيت الأنسب لدخول سوق الذهب، والأسعار العادلة للاستثمار فيه على المدى القصير والمتوسط، خصوصا في السوق السعودية التي تشهد حركة نشطة في تجارة السبائك والعملات الذهبية.

مؤشر الخوف والطمع يسلط الضوء على مزاج السوق

يستخدم مؤشر "الخوف والطمع" كمقياس نفسي لحالة الأسواق، ويتتبع سلوك المستثمرين تجاه المخاطرة.

ومع تزايد الحديث عن موجة ركود اقتصادي محتملة في بعض الاقتصادات الكبرى وارتفاع التوترات الجيوسياسية، انخفض المؤشر إلى مستوى 34 نقطة، ما يشير إلى سيطرة الخوف على قرارات المستثمرين، ويدفعهم نحو أصول أكثر أمانًا، وعلى رأسها الذهب.

وبحسب تقارير مالية محلية، ارتفعت مبيعات الذهب في السعودية خلال النصف الثاني من أغسطس بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع تركيز المستثمرين الأفراد على شراء السبائك الصغيرة بوزن 10 و20 غرام، تحسب لتقلبات قادمة في الأسواق المالية.

الذهب في السعودية: الأسعار الحالية ونقطة الدخول المثلى

في السوق السعودي، بلغ سعر غرام الذهب من عيار 24 نحو 247 ريالًا حتى منتصف سبتمبر 2025، فيما استقر سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية حول 1930 دولار.

ويعتبر المحللون الماليون أن السعر المثالي للدخول الآمن للاستثمار في الذهب يتراوح بين 240 و245 ريال للغرام من عيار 24، حيث يمثل هذا النطاق نقطة دعم قوية للسوق بعد موجة من التذبذبات في الأشهر الماضية.

ووفقا لبيانات الأسواق، فإن أي تراجع دون مستوى 240 ريال يعتبر فرصة استراتيجية للشراء التدريجي، لا سيما مع التوقعات بارتفاع الذهب إلى مستويات تفوق 2000 دولار للأونصة في حال تثبيت الفائدة أو صدور بيانات تضخم ضعيفة من الاقتصاد الأمريكي.

تأثير رفع الفائدة المحتمل على أسعار الذهب

من المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بربع نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب في سبتمبر، في إطار جهوده المستمرة لكبح التضخم.

وعادة ما يشكل رفع الفائدة ضغط على أسعار الذهب، نظرا لكون الذهب أصلا غير مدر للعوائد، إلا أن المستثمرين ينظرون الآن إلى عوامل أخرى مثل استقرار الدولار واحتدام التوترات الاقتصادية، ما قد يضعف تأثير الفائدة على سوق الذهب هذه المرة.

ويرى عدد من خبراء الاقتصاد في السعودية أن الذهب سيبقى خيار مرجح خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع بقاء معدلات التضخم العالمي فوق الأهداف المرجوة، ووجود مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.

توصيات للمستثمرين في الذهب بالسعودية

ينصح الخبراء المستثمرين في السوق السعودية بتبني استراتيجية تنويع زمنية عند شراء الذهب، أي اقتناء كميات متفاوتة على مراحل بدلاً من الاستثمار دفعة واحدة، مع التركيز على السبائك والعملات الذهبية ذات النقاء العالي لضمان سهولة إعادة البيع.

كما ينصح بالابتعاد عن المجوهرات ذات المصنعية العالية عند الاستثمار طويل الأجل، والتركيز على السبائك من عيار 24 باعتبارها الخيار الأنسب للحفاظ على القيمة في الأوقات المضطربة.

توجهات الأسواق العالمية تنعكس محليا

تشير الاتجاهات العالمية إلى استمرار الإقبال على الذهب كأداة تحوّط فعّالة، وهو ما يعزز من إمكانية صعود الأسعار تدريجيًا خلال الربع الأخير من 2025.

وفي السوق السعودية، يتوقع أن تواصل محال الذهب وتجار المعادن الثمينة تسجيل نمو في المبيعات، مدفوعة بثقة المستثمرين المحليين وحرصهم على تأمين محافظهم المالية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

المصادر