حساب المواطن يبدأ صرف تعويضات بالمليارات لهذه الفئات من المستفيدين

يعد برنامج حساب المواطن من أهم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، فهو ليس مجرد إعانة مالية شهرية، بل منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز استقرار الأسر السعودية، ودعمها في مواجهة الأعباء المعيشية التي قد تزداد نتيجة التحولات الاقتصادية العالمية وبرامج الإصلاح المحلي.

حساب المواطن يبدأ صرف تعويضات بالمليارات لهذه الفئات من المستفيدين

وقد أصبح هذا البرنامج ركيزة أساسية في بناء الثقة بين المواطن والحكومة، حيث يترقب ملايين المستفيدين مواعيد صرف الدفعات الشهرية، باعتبارها عنصر مهم في توازن ميزانية الأسرة ودعم متطلباتها الأساسية.

موعد صرف الدفعة الرابعة والتسعين

تتجه الأنظار خلال شهر سبتمبر إلى موعد إيداع الدفعة الرابعة والتسعين من الدعم، حيث أعلن البرنامج أن الإيداع سيبدأ في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق العاشر من سبتمبر.

وينتظر أن يشمل الدعم هذه المرة شريحة واسعة من المستحقين الذين تنطبق عليهم شروط الأهلية والاستحقاق.

انتظام الصرف الشهري يعكس التزام الدولة تجاه المواطنين، ويمنح الأسر شعورً بالاستقرار المالي، خاصة لأولئك الذين يعتمدون بشكل كبير على هذا الدعم لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

حجم الدعم المقدم في الدفعات السابقة

خلال الشهر الماضي، أودع البرنامج ما يزيد عن ثلاثة مليارات ريال سعودي كجزء من الدفعة الثالثة والتسعين، حيث استفاد منها أكثر من تسعة ملايين وسبعمائة ألف مستفيد وتابع.

ويظهر هذا الرقم الضخم حجم التغطية التي يوفرها البرنامج، إذ يشمل أسر كبيرة وصغيرة موزعة في جميع أنحاء المملكة.

ومنذ انطلاقة البرنامج، تجاوز إجمالي المبالغ المودعة مئتين وخمسين مليار ريال سعودي، منها ما يقارب مليارين وسبعمائة مليون ريال صرفت كتعويضات عن دفعات سابقة، الأمر الذي يعكس مرونة النظام وقدرته على تصحيح أي أخطاء وإعادة الحقوق للمستحقين.

تصريحات رسمية تكشف عن تأثير البرنامج

أكد مدير عام التواصل في البرنامج عبد الله الهاجري أن معايير الاستحقاق تطبق بدقة عالية، موضح أن 72% من المستفيدين حصلوا على الدعم في الدفعة الأخيرة، كما أشار إلى أن متوسط الدعم للأسرة الواحدة بلغ نحو 1,475 ريال سعودي.

وبين أن عدد أرباب الأسر الذين شملتهم الدفعة الأخيرة تجاوز مليوني رب أسرة، أي ما يعادل 88% من إجمالي المستفيدين، في حين بلغ عدد التابعين أكثر من 7.4 ملايين شخص، مما يؤكد شمولية البرنامج واتساع نطاقه.

البعد الاجتماعي والاقتصادي لحساب المواطن

لا يقف دور البرنامج عند حدود تقديم الدعم المالي، بل يتعداه ليكون أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال تعويض الأسر عن ارتفاع تكاليف المعيشة.

كما ساعد في تخفيف أثر إصلاح أسعار الطاقة وغيرها من القرارات الاقتصادية التي كانت ضرورية لتحقيق رؤية المملكة 2030.

ويرى خبراء الاقتصاد أن انتظام صرف الدفعات يعزز من ثقة المواطنين بالسياسات الحكومية، بينما يعتبره المراقبون نموذج للشفافية، حيث تعلن الأرقام بانتظام وتتاح للمجتمع متابعتها بشكل دوري.

التحديات والآفاق المستقبلية للبرنامج

رغم النجاح الكبير، يواجه البرنامج تحديات تتمثل في توسع قاعدة المستفيدين، وما يترتب على ذلك من ضرورة تعزيز آليات التحقق والمتابعة.

إلا أن الاعتماد على التقنيات الحديثة وربط البيانات بين الجهات الحكومية أسهم في رفع كفاءة العمل وتقليل الأخطاء.

كما أن البرنامج يواكب باستمرار متغيرات الاقتصاد العالمي والمحلي، ويعمل على تعديل سياساته بما يتناسب مع تحقيق التوازن بين كفاءة الدعم واستدامة الإنفاق العام.

رؤية شاملة نحو 2030

ينسجم حساب المواطن بشكل كامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع المواطن في صميم عملية التنمية.

فهو يساهم في رفع جودة الحياة، ويعزز التوازن بين الدعم الحكومي والاعتماد على الذات، مما يعكس نهج استراتيجي يهدف إلى تمكين المجتمع وتحصينه ضد التحديات الاقتصادية.

إن حساب المواطن ليس مجرد برنامج دعم مالي، بل هو ركيزة أساسية للحماية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.

ومع كل دفعة جديدة، يؤكد البرنامج حضوره كأداة فعالة لحماية الأسر، وتخفيف الأعباء المعيشية، وتعزيز ثقة المجتمع بالسياسات الحكومية.

وبينما يترقب المواطنون صرف الدفعة الرابعة والتسعين، يتجدد التأكيد على أن هذا البرنامج يشكل أحد أعمدة التكافل الوطني، وأحد أبرز إنجازات المملكة في بناء منظومة اقتصادية واجتماعية متوازنة تراعي مصلحة المواطن وتدعم استقراره.