التعليم تربك الطلاب وأولياء الأمور بقرار غير متوقع حول طريقة احتساب درجات المواظبة حتى الثالث ثانوي في السعودية

التعليم تربك الطلاب وأولياء الأمور بقرار غير متوقع حول طريقة احتساب درجات المواظبة
  • آخر تحديث

أثار قرار وزارة التعليم السعودية الأخير بشأن آلية احتساب درجات السلوك والمواظبة للطلاب من الصف الثالث الابتدائي حتى الثالث الثانوي جدل واسع في الأوساط التعليمية وبين أولياء الأمور، وذلك بعد الكشف عن اعتماد نظام جديد يمنح 80 درجة تلقائي لجميع الطلاب مع بداية كل فصل دراسي، فيما يتم تخصيص 20 درجة أخرى تمنح بناء على تميز الطالب في عدد من القيم السلوكية.

التعليم تربك الطلاب وأولياء الأمور بقرار غير متوقع حول طريقة احتساب درجات المواظبة 

ويأتي هذا التغيير المفاجئ في إطار مساعي الوزارة لتطوير نظام التقييم السلوكي للطلبة، وتحفيزهم على الالتزام والانضباط، لكنه في الوقت ذاته أثار تساؤلات عدة حول آلية التنفيذ، ومعايير منح الدرجات، ومدى انعكاس القرار على تقييم الطالب النهائي وسلوكياته اليومية داخل المدرسة.

تفاصيل نظام الدرجات الجديد

وفقا للتعليمات الجديدة، فإن جميع الطلاب سيحصلون آليا على 80 درجة سلوك إيجابي مع بداية كل فصل دراسي دون الحاجة لأي تقييم مبدئي.

أما الـ20 درجة المتبقية، فستمنح تدريجي بناء على تميز الطالب في عدد من القيم السلوكية التي تم تحديدها بوضوح، وتشمل: الانضباط، التسامح، الأمانة، العزيمة، التعاون، والانتماء الوطني.

وتم توزيع هذه القيم الست على مدى الفصل الدراسي لتكون محل تقييم من قبل الهيئة التعليمية، مع مراعاة توثيق السلوكيات الإيجابية في نظام "نور" التعليمي، الذي أصبح الأداة الرسمية المعتمدة لتسجيل ومتابعة درجات السلوك والمواظبة للطلاب في مختلف المراحل التعليمية.

لقي القرار ترحيب من شريحة من أولياء الأمور، الذين اعتبروا أن الخطوة تعزز من تحفيز الطلاب على السلوك الإيجابي، وتمنح المدارس أداة مرنة لتقدير التميز السلوكي بشكل موضوعي.

وأكد بعضهم أن وجود قيم واضحة ومحددة سيسهم في غرس مفاهيم تربوية إيجابية لدى الطلبة منذ مراحلهم الدراسية المبكرة.

في المقابل، عبر عدد من أولياء الأمور عن قلقهم من الغموض في آلية التقييم، متسائلين عن كيفية توحيد معايير التقدير بين مختلف المدارس والمعلمين، وهل سيكون هناك تباين في تطبيق الدرجات بناءً على الاجتهاد الشخصي أم ستعتمد آلية مركزية موحدة تضمن العدالة للجميع.

من جانبهم، عبر عدد من المعلمين عن الحاجة إلى دورات تدريبية وورش عمل توضح طريقة تطبيق النظام الجديد بدقة، خاصة أن تحديد 20 درجة بناء على معايير قيمية يتطلب أدوات قياس دقيقة، ومتابعة مستمرة للسلوكيات اليومية داخل البيئة المدرسية.

وأشار بعض المعلمين إلى أهمية وجود لائحة تنفيذية مفصلة توضح كيفية منح كل درجة من درجات السلوك المتميز، لتفادي التقديرات الشخصية أو تضارب التقييمات بين المدارس.

كما طالبوا بتوفير دعم رقمي لنظام "نور" لتسهيل إدخال البيانات وتوثيق السلوكيات بصورة فورية.

هل يؤثر القرار على التقييم العام للطالب؟

أكدت وزارة التعليم أن درجات السلوك والمواظبة ستظل ضمن المكونات غير الأكاديمية لتقييم الطالب، لكنها تعتمد في ملفات التخرج والتقارير النهائية، كما أنها تشكل جزء مهم في برامج التميز السلوكي والأنشطة الطلابية، وبينت أن التميز السلوكي قد يؤخذ بعين الاعتبار في الترشيح لبعض البرامج الداخلية والدولية.

ورغم الجدل المصاحب للقرار، ترى الجهات المختصة أن النظام الجديد يعد نقلة نوعية في ربط السلوك بالقيم الوطنية والاجتماعية، ويستهدف بناء شخصية متكاملة للطالب السعودي تتجاوز الجوانب الأكاديمية لتشمل الانضباط والقيادة والمسؤولية الاجتماعية.

أشارت الوزارة إلى أن هذا النظام سيخضع لتقييم مستمر خلال العام الدراسي، ومن المتوقع أن يصدر دليل تفصيلي يوزع على المدارس وأولياء الأمور خلال الأسابيع القادمة.

كما تعمل فرق رقابية على متابعة تطبيق النظام وضمان عدالة التوزيع، تمهيد لتعميم التجربة لاحقا في مؤسسات التعليم العالي.

المصادر