الزعاق يحدد عدد موجات الصقيع المتبقية في الشتاء وتاريخ أخر موجة تصل السعودية

كشف خبير الطقس والمناخ خالد الزعاق عن المراحل الأساسية التي تمثل البرد الفعلي خلال السنة، وهي المربعانية والشبط والعقارب.

الزعاق يحدد عدد موجات الصقيع المتبقية في الشتاء

هذه المواسم الثلاثة تعتبر المؤشر الرئيسي لبداية البرودة الشديدة ونهايتها، حيث تمتد عبر ثلاثة أشهر تشمل نوفمبر، ديسمبر، ويناير، وتشمل مراحل البرد المختلفة التي يرافقها تباين كبير في شدة البرودة وظروفها المناخية.

المربعانية: بداية البرد وزمن "الأزيرق"

تعد المربعانية أول مواسم البرد الفعلي، وتتألف من ثلاثة نجوم تمثل ثلاث موجات من البرد القارس.

برد المربعانية يتميز بحدة شديدة ويطلق عليه اسم "برد الأزيرق"، إشارة إلى تأثيره الذي قد يتسبب في ازرقاق الجلد بسبب شدة البرودة.

يوضح الزعاق أن المربعانية قد غادرتنا لهذا العام، لتفسح المجال لموسم البرد التالي.

الشبط: هجمتان من البرد على الأبواب

مع وداع المربعانية، يقف موسم الشبط على الأبواب، ويعرف بأنه الموسم الثاني للبرد القارس. يتألف الشبط من نجمين، مما يعني هجمتين من البرودة الشديدة التي تحمل معها أجواء قاسية.

برد الشبط يتميز بالامتداد القوي للكتل الهوائية الباردة القادمة من القطب الشمالي أو صحراء سيبريا المتجمدة.

يعتبر هذا الموسم تحدي للجميع بسبب تأثيراته البالغة على الأنشطة اليومية والحياة العامة.

العقارب: موسم التدرج بين البرد والدفء

مع نهاية موسم الشبط، يبدأ موسم العقارب الذي يعتبر مرحلة انتقالية بين البرد القارس وبداية الاعتدال النسبي.

يتميز هذا الموسم بثلاث هجمات من البرد، تحمل الأولى شدة عالية تعرف بـ"برد بياع الخبل عباته"، كناية عن الأشخاص الذين يتسرعون في التخلص من الملابس الشتوية قبل انتهاء البرد الفعلي.

أما الهجمة الأخيرة فتُعرف بـ"برد العجوز"، وهو برد خفيف نسبيًا يُشير إلى نهاية موجات البرودة القاسية وبداية الربيع.

مصادر البرودة: القطب الشمالي وصحراء سيبريا

أوضح الزعاق أن البرودة التي تؤثر على المملكة العربية السعودية والمنطقة عمومًا تأتي من مصدرين رئيسيين: الأول هو الكتل الهوائية الباردة القادمة من القطب الشمالي، والثاني هو الهواء المتجمد القادم من صحراء سيبريا.

هذان المصدران يشكلان الموجات الباردة التي ترافق مواسم البرد الثلاثة، مما يجعل هذه الفترة الزمنية الأكثر قسوة من حيث الطقس في العام.

الجانب الثقافي لمواسم البرد في التراث العربي

لمواسم البرد في الثقافة العربية ارتباط وثيق بالحياة اليومية والتراث الشعبي.

أسماء مثل "برد الأزيرق"، و"بياع الخبل عباته"، و"برد العجوز" تحمل معاني عميقة تنقل خبرات الأجداد في التعامل مع تقلبات الطقس.

هذه المصطلحات تجسد تجارب موروثة تبرز قدرة الإنسان على التأقلم مع الظروف الطبيعية القاسية.

رسالة الزعاق: استقبال البرد بالتأهب والحذر

اختتم الزعاق حديثه بالإشارة إلى أن الشبط يقف الآن على الأبواب، ونحن على أعتاب استقبال هذا الموسم البارد، مما يستدعي التأهب لارتداء الملابس الثقيلة واتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة البرد.

العقارب، بدورها، قادمة بالطريق لتذكر الجميع بأن الشتاء لم ينتهِ بعد، وأن دفء الربيع لا يزال بعيد بعض الشيء.