سلاح الجو السعودي يعلن عن بدء تشغيل نظام دفاعي جديد يحمي سماء المملكة من أي اختراق مهما كان نوعه

بدء تشغيل نظام دفاعي جديد يحمي سماء المملكة من أي اختراق مهما كان نوعه
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس التقدم الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في مجال الدفاع الجوي، أعلنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي عن دخول أول سرية من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم "THAAD" إلى الخدمة الفعلية. 

بدء تشغيل نظام دفاعي جديد يحمي سماء المملكة من أي اختراق مهما كان نوعه 

وذلك في حفل رسمي أقيم في معهد قوات الدفاع الجوي بمحافظة جدة، بحضور كبار القادة والضباط، وعلى رأسهم قائد قوات الدفاع الجوي الفريق الركن مزيد بن سليمان العمرو.

مراسم التدشين

شهد الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة مراسم رسمية لتسليم علم السرية إلى قائد مجموعة الدفاع الجوي الأولى، في تقليد عسكري يعكس الرمزية والانضباط في دخول السرية إلى الخدمة الفعلية ضمن صفوف منظومات الدفاع الجوي الملكي.

ويعد هذا الإعلان نقلة نوعية في مسار التطوير العسكري الذي تشهده المملكة، لاسيما في مجال الدفاع ضد التهديدات الصاروخية الباليستية.

ما هو نظام "ثاد"؟ ولماذا يشكل إضافة نوعية للمنظومة الدفاعية؟

نظام "THAAD" (Terminal High Altitude Area Defense) هو واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطور في العالم، وقد طور من قبل شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، وهو مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى أثناء مراحلها النهائية من التحليق، أي قبل أن تصيب أهدافها الأرضية.

ويعتمد النظام على تقنية الضرب المباشر (Hit-to-Kill)، حيث يدمر التهديد الصاروخي من خلال التصادم المباشر بدلا من التفجير، ما يقلل من الأضرار الجانبية ويوفر دقة عالية في حماية المناطق الحيوية.

الهدف الاستراتيجي

يأتي تدشين أول سرية من نظام "ثاد" في إطار مشروع وطني متكامل يهدف إلى تعزيز الجاهزية القتالية لقوات الدفاع الجوي، ورفع كفاءتها التشغيلية في التعامل مع مختلف التهديدات الجوية.

كما يمثل المشروع جزء من استراتيجية المملكة الدفاعية الأوسع، التي تسعى إلى حماية الأجواء السعودية والمنشآت الحيوية، بما فيها المنشآت النفطية، والمراكز الصناعية، والمرافق الحكومية.

ويعد النظام الجديد ركيزة أساسية في دعم أمن المصالح الاستراتيجية للمملكة، ويأتي تنفيذه في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية في المنطقة، ما يفرض ضرورة التحديث المستمر للأنظمة الدفاعية.

كفاءة بشرية عالية

لم يكن إدخال نظام "ثاد" إلى الخدمة مجرد عملية استيراد لمعدات متطورة، بل سبق ذلك برنامج تدريبي مكثف ومتكامل شارك فيه منسوبو الدفاع الجوي، شمل التدريب على تشغيل وصيانة النظام، والتعامل مع السيناريوهات القتالية المختلفة.

وقد أجريت التدريبات داخل المملكة، إضافة إلى دورات تدريبية متخصصة في قاعدة "فورت بليس" بولاية تكساس الأمريكية، حيث أتم منسوبو السريتين الأولى والثانية من نظام "ثاد" مراحل التدريب الفردي والجماعي، وهو ما يؤكد الحرص السعودي على بناء كوادر بشرية ذات كفاءة عالية قادرة على تشغيل الأنظمة المتقدمة باحترافية وفعالية.

رسائل القوة

يشكل دخول نظام "ثاد" إلى الخدمة في المملكة رسالة استراتيجية قوية تؤكد قدرة المملكة على حماية سيادتها الجوية والتعامل مع التهديدات بأعلى درجات الجاهزية.

كما يعكس المشروع رؤية المملكة نحو بناء قوة ردع فعالة تواكب التحولات الجيوسياسية في المنطقة، وتدعم مبادرات التحديث العسكري التي تندرج ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.

في هذا السياق، تأتي منظومة "ثاد" لتكمّل سلسلة من منظومات الدفاع الجوي الأخرى التي تعتمد عليها المملكة، مثل "باتريوت" و"هوك"، ما يخلق شبكة دفاعية متعددة الطبقات تضمن أعلى درجات الحماية والمرونة في التصدي لأي خطر جوي محتمل.

أمن المملكة في أيدي أمينة واستعداد دائم للمستقبل

يمثل تدشين أول سرية "ثاد" علامة فارقة في مسيرة تحديث القوات المسلحة السعودية، ويؤكد أن أمن المملكة وأجوائها أولوية قصوى في كافة الخطط والاستراتيجيات الدفاعية.

ومع جاهزية السرية الأولى، والاستعداد الكامل لإدخال سريات جديدة في المستقبل، تثبت المملكة مجدد أنها لا تترك مجال للمفاجآت، وأنها مستعدة دوما لكل التحديات، من موقع الثقة، ومن قلب القوة.