في السنوات الأخيرة، سجلت تونس حضور متصاعد ولافت على خارطة السياحة العربية، حيث باتت تستقطب أعداد متزايدة من السياح القادمين من المملكة العربية السعودية.
لأول مرة السعوديون يتدفقون بكثافة على هذه العاصمة العربية بأعداد كبيرة
ومع كل موسم إجازة أو عطلة رسمية، يظهر جليا أن تونس بدأت تنافس بقوة كبرى الوجهات التقليدية للسعوديين مثل دبي، تركيا، ومصر، متصدرة بذلك قائمة الخيارات المفضلة بفضل مزايا فريدة لا تضاهى.
المرور السعودي: هذه المخالفات تسبب الترحيل الفوري والابعاد عن المملكة للمقيمين الذين يقعون فيها
السعودية تعمم استخدام الدرون في توصيل الطلبات الشخصية والبداية من هذه الاحياء في الرياض
التحليل الفني والاساسي لسهم ارامكو يكشف عن فرصة دخول مثالية للسهم عند هذا السعر في سبتمبر 2025
كل ما جاء في القرارات السعودية الجديدة لتنظيم عمل سيارات الأجرة في السعودية وتاريخ بداية تطبيق القرارات الجديدة
إجراءات ميسرة وتواصل جوي مباشر
يرجع هذا التزايد الملحوظ في الإقبال السعودي إلى مجموعة من الإجراءات التسهيلية التي اتخذتها تونس في السنوات الماضية، وعلى رأسها تبسيط الحصول على التأشيرة السياحية.
كما أن إطلاق خطوط طيران مباشرة بين الرياض وتونس العاصمة مثل نقطة تحول محورية، حيث سهل بشكل كبير الوصول إلى البلاد دون عناء التنقلات أو التوقفات الطويلة، ما عزز من معدلات السفر، خاصة بين العائلات الباحثة عن وجهات مريحة ومرنة.
تنوع استثنائي في الوجهات والأنشطة السياحية
ما يجعل تونس أكثر جذب للسائح الخليجي عامة والسعودي خاصة، هو تنوع التجربة السياحية التي تقدمها، والتي تجمع بين الشواطئ، والمعالم التاريخية، والمزارات الثقافية، إضافة إلى النمط الأوروبي الممزوج بالأصالة التونسية.
ومن أبرز الوجهات التي تجذب الزوار:
- المدن الساحلية: مثل سوسة والحمامات، اللتان توفران تجربة استجمام راقية على شواطئ المتوسط.
- المعالم التاريخية والثقافية: مثل قرطاج الأثرية وسيدي بوسعيد، حيث الطابع المعماري المتوسطي والهوية الثقافية العريقة.
- المدن ذات الطابع الأوروبي: مثل طبرقة التي توفر مناخ بارد نسبيا وتضاريس خضراء وجبلية.
- العاصمة تونس: التي تجمع بين الحداثة، مراكز التسوق الراقية، والمواقع التاريخية مثل المدينة القديمة.
اهتمام خاص بالسائح السعودي
أشارت سلمى بن صالحة، المديرة التنفيذية لشركة "أروم" للسياحة، إلى أن السوق التونسية بدأت تدرك جيد متطلبات السائح السعودي، وبدأت تصمم برامج وخدمات تتماشى مع توقعاته، خاصة في ما يتعلق بالخصوصية، والراحة، والرفاهية.
وأضافت أن الطلب في ازدياد مستمر، خصوصا من العائلات السعودية التي تبحث عن منتجعات فاخرة تقدم خدمات عالية الجودة، في أجواء اجتماعية وقيمية قريبة من البيئة الخليجية.
تونس بديل عملي للوجهات الأوروبية بأسعار معقولة
من جانبه، صرّح محمد بلحاج، المدير العام لشركة "ميراج" للسياحة، أن تونس باتت خيار عملي وذكي للسعوديين الباحثين عن تجربة أوروبية ولكن بميزانية أكثر توازن.
عاجل: السعودية تقر عقوبات جديدة بحق من يشغل الموسيقى والأغاني في أوقات الصلاة
تحليل اغلاق سوق الاسهم السعودي في نهاية جلسات التداول للأسبوع الأول من سبتمبر 2025 ومفاجأة في سعر اغلاق ارامكو
السعودية: التعليم تستعد لتطبيق خطة جديدة لتحسين معدلات خريجي الثانوية العامة وتعديل مساراتهم
اماكن لن تندم لو زرتها في الدمام والشرقية للشباب والعائلات
وأوضح أن ما يجعل تونس مختلفة هو أنها تقدم جودة خدمات تضاهي الوجهات الأوروبية، ولكن بأسعار أقل، إضافة إلى وجود تقارب ثقافي واجتماعي بين الشعبين السعودي والتونسي، مما يضفي طابع من الراحة والانتماء على تجربة السفر.
دور محوري لوسائل التواصل الاجتماعي
من اللافت أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دور فعال في رسم صورة إيجابية وحقيقية عن تونس، حيث نقل المؤثرون السعوديون تجاربهم الشخصية التي أظهرت البلاد بشكل يختلف عما هو متداول تقليدي.
ومن أبرز تلك التجارب ما رواه المؤثر عبد الرحمن الخضيري الذي وصف زيارته لتونس بأنها "تجربة مليئة بالدهشة والإعجاب"، مشيد بتشابه العادات والتقاليد بين المجتمعين، وتنوع المأكولات، وثراء المزارات السياحية.
هذه الشهادات المؤثرة على المنصات الاجتماعية أصبحت أقوى من أي حملة دعائية تقليدية، وأسهمت بشكل مباشر في تغيير نظرة السعوديين تجاه تونس.
فرص ذهبية لمزيد من التوسع
يرى عدد من الخبراء السعوديين في مجال السياحة أن تونس أمامها فرصة استراتيجية لتعزيز حصتها من السوق الخليجي، وذلك من خلال:
- زيادة الحملات الترويجية الموجهة عبر الإعلام الرقمي والتقليدي.
- تحسين الربط الجوي المباشر مع مختلف المدن السعودية.
- توسيع الشراكات مع شركات السياحة الخليجية لتقديم باقات سفر متنوعة.
- إبراز الجوانب المناخية والطبيعية المميزة التي تشكل عامل جذب رئيسي، خصوصا في فصلي الربيع والصيف.
تونس والخليج
ما يحدث اليوم ليس مجرد ازدهار سياحي ظرفي، بل هو تحول استراتيجي في العلاقة بين السياحة التونسية والسوق السعودي، يبشر بمستقبل واعد للبلاد كمحطة رائدة على خريطة السياحة الخليجية والعربية.