تقرير رسمي يكشف عن حجم المكاسب التي حققها المستثمرون في قطاع التأمين في السعودية

حجم المكاسب التي حققها المستثمرون في قطاع التأمين في السعودية
  • آخر تحديث

في إطار السعي المستمر نحو تطوير البيئة الاقتصادية وتنمية قطاعات الخدمات المالية غير المصرفية، أصدرت هيئة التأمين في المملكة العربية السعودية تقريرها السنوي لعام 2024. 

حجم المكاسب التي حققها المستثمرون في قطاع التأمين في السعودية 

والذي سلط الضوء على الأداء العام لسوق التأمين السعودي، موضح الاتجاهات المالية، والمؤشرات الاقتصادية، والتطورات التنظيمية التي شهدها القطاع خلال العام.

نمو ملحوظ في إجمالي الأقساط المكتتبة

بحسب التقرير، سجل سوق التأمين السعودي نمو إيجابي في إجمالي الأقساط المكتتبة خلال عام 2024، وهو ما يعكس زيادة في الطلب على خدمات التأمين، وارتفاع في وعي الأفراد والمؤسسات بأهمية الحماية التأمينية.

ويعزى هذا النمو إلى توسع القاعدة التأمينية، وتحسين البنية التنظيمية، وتوفير منتجات مبتكرة تلبي مختلف شرائح المجتمع.

تأمين الحماية والادخار

شهد تأمين الحماية والادخار تحديد طفرة في معدلات نمو الأقساط المكتتبة، مما يشير إلى ارتفاع مستوى اهتمام الأفراد بتأمين المستقبل المالي، وتزايد الإقبال على المنتجات التي تجمع بين الحماية والتخطيط المالي طويل الأمد، ويعد هذا التوجه استراتيجي في دعم الاستقرار الأسري وتحفيز ثقافة الادخار.

ارتفاع مساهمة قطاع التأمين في الناتج المحلي غير النفطي

من أبرز ما كشف عنه التقرير هو الارتفاع الملحوظ في عمق التأمين، أي نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي غير النفطي، والتي بلغت 2.59% في عام 2024.

وهذا النمو يعكس تصاعد الدور الحيوي الذي يلعبه قطاع التأمين في تنويع مصادر الدخل الوطني، تماشي مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز مساهمة القطاعات الخدمية في الاقتصاد.

تحقيق أرباح قياسية

كشف التقرير عن تحقيق صافي أرباح بلغ 3.6 مليارات ريال سعودي خلال عام 2024، مقارنة بـ 3.2 مليارات ريال في عام 2023.

ويعزى هذا النمو إلى تحسن ملحوظ في نتائج خدمات التأمين الأساسية، بالإضافة إلى زيادة العوائد من الاستثمارات المالية.

ويؤكد ذلك فعالية الشركات في إدارة محافظها التأمينية والاستثمارية، مع التزامها بالضوابط الفنية والمعايير المهنية.

تطورات تنظيمية تعزز كفاءة السوق وتحمي العملاء

لم يكن العام 2024 مجرد عام من النمو المالي، بل شهد أيضا قفزات تنظيمية تهدف إلى ترسيخ قواعد الحوكمة، وتحسين جودة المنتجات التأمينية، وشملت أبرز التطورات:

  • إصدار قواعد تنظيمية جديدة تعزز استقرار السوق.
  • تطوير صيغ نموذجية لعدد من المنتجات التأمينية، بما يحقق التوازن بين مصالح شركات التأمين وحقوق العملاء.
  • تعزيز الشفافية والتسعير العادل، لضمان عدم تحميل العملاء تكاليف غير مبررة.

وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية هيئة التأمين لتوسيع نطاق الخدمات، ورفع جودة العمليات التشغيلية، وخلق بيئة تنافسية جاذبة للاستثمارات.

دور محوري في دعم الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي

أوضح التقرير أن قطاع التأمين أصبح أحد الدعائم الحيوية في البنية الاقتصادية للمملكة، حيث لا يقتصر دوره على التغطية ضد المخاطر، بل يمتد إلى:

  • دعم الاستقرار المالي للأفراد والمؤسسات.
  • تعزيز الثقة في النظام المالي.
  • المساهمة في تمويل المشاريع التنموية عبر الاستثمارات طويلة الأجل.
  • خلق فرص عمل جديدة، وتطوير الكوادر الوطنية في المجالات الفنية والتخصصية.

نحو سوق تأميني أكثر نضج واستدامة

أشارت هيئة التأمين إلى أن خطتها المستقبلية تتضمن المزيد من المبادرات الطموحة لتعزيز نضج السوق السعودي، ورفع مستوى الشفافية، وتوسيع نطاق التغطية التأمينية لتشمل شرائح أوسع من السكان والأنشطة الاقتصادية.

ويعد هذا التوجه جزء من مشروع وطني يهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي رائد في قطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط.

التأمين كأداة تنموية استراتيجية في رؤية 2030

يمثل تقرير سوق التأمين لعام 2024 وثيقة مهمة تبرز التحولات الديناميكية التي يشهدها هذا القطاع الحيوي، وتؤكد على مدى نضج المنظومة التأمينية في المملكة.

وينظر إلى التأمين اليوم ليس فقط كوسيلة للوقاية من المخاطر، بل كركيزة اقتصادية تساهم في تحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي، وتعزز من قدرة المملكة على تحقيق أهدافها التنموية الكبرى ضمن رؤية 2030.