القصة الكاملة للحادث المؤلم الذي تسبب في وفاة عائلة الشاعر معجب الشهراني

خيم الحزن العميق على الأوساط الأدبية والاجتماعية في المملكة بعد أن تلقى الشاعر المعروف معجب الشهراني خبر وفاة اثنين من أبنائه، محمد وحسن، إضافة إلى ابن خالتهما، إثر حادث مروري مروع وقع بمحافظة خميس مشيط.

القصة الكاملة للحادث المؤلم الذي تسبب في وفاة عائلة الشاعر معجب الشهراني 

فقد اصطدمت المركبة التي كانوا يستقلونها بشاحنة ضخمة، ما أدى إلى وفاتهم جميعا في الحال. أما خالهم الذي كان يرافقهم، فقد نجا من الموت لكنه أصيب بعدة إصابات متفرقة، ولا يزال يرقد في المستشفى يتلقى الرعاية الطبية المكثفة.

كلمات والد مكلوم وصبر راسخ

في حديث تقشعر له الأبدان، عبر والد الفقيدين الشاعر معجب الشهراني عن رضاه بما قدره الله له، قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون، الحمد لله على قضائه وقدره، والله إنه اختبار من الله».

وسرد تفاصيل اللحظة التي علم فيها بالخبر المؤلم، موضح أنه كان يجلس في استراحة مع عدد من أصدقائه حين تلقى اتصال من أحد أقاربه، فأحس في قلبه أن هناك أمر جلل، ليفاجأ بخبر وفاة ابنه محمد، وما لبث أن وصلته أنباء وفاة ابنه الثاني حسن في الحادث نفسه.

لم يجد حينها ما يقوله سوى كلمات الاسترجاع والتسليم: «لا إله إلا الله، إنا لله وإنا إليه راجعون».

جراح لم تندمل من الماضي

لم تكن هذه الفاجعة هي الأولى التي تثقل قلب الشاعر الشهراني؛ فقد سبق أن فقد ابنه الأكبر هادي في حادث مروري مأساوي قبل سنوات قليلة.

يومها حاول الوالد أن يثني ابنه عن السفر إلى الرياض برفقة صديقه مهند، إلا أن إصراره حال دون ذلك.

وبعد أن ودعه وأعطاه مبلغ من المال قائل له: «استودعتك الله»، لم تمر سوى ساعات حتى جاءه النبأ المؤلم بوفاة هادي وصديقه مهند وصديق ثالث كان برفقتهما، وهكذا عاد الحزن ليجدد جراحه القديمة، مضيف إلى قلبه المكلوم مأساة جديدة.

حضور رسمي ومجتمعي واسع للعزاء

تقدير لمكانة الشاعر الشهراني ومشاركة له في مصابه الجلل، حضر العزاء محافظ خميس مشيط خالد آل مشيط، إلى جانب شيخ شمل قبائل شهران الشيخ سعيد بن حسين آل مشيط، وذلك بتوجيه كريم من أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال.

كما توافد عدد كبير من شيوخ القبائل والأعيان والوجهاء والرموز الاجتماعية لتقديم واجب العزاء، في صورة جسدت روح التكافل والتآزر التي تميّز المجتمع السعودي.

مشاعر التضامن والتقدير

أعرب شيخ بني واهب الشيخ محمد بن هيف الفويه عن خالص شكره وتقديره لأمير المنطقة على وقوفه ومواساته للأسرة المفجوعة، مؤكد أن هذه اللفتة الكريمة خففت من آلام المصاب.

كما عبر سعيد بن محمد الصوع، خال الأبناء المتوفين، عن حزنه العميق قائل إن هذه الفاجعة لم تؤلم الأسرة وحدها، بل هزّت مشاعر كل من يعرفهم، مقدم شكره لكل من بادر إلى المشاركة في العزاء والدعاء للراحلين.

وقفة من الأصدقاء والأدباء

ومن جهته، عبر الشاعر المعروف فهد الشهراني عن ألمه البالغ لفقدان أبناء صديقه معجب الشهراني، مشير إلى أن وقع هذه الفاجعة ترك في نفسه جرح كبير، داعي الله أن يربط على قلب صديقه، وأن يمنح والدتهم الصبر والثبات والسلوان في هذا الابتلاء العسير.

الإيمان والصبر

تتجدد أحزان الشاعر معجب الشهراني اليوم بفقده ثلاثة من أبنائه وابن خالته في حوادث متفرقة، وكأن القدر شاء أن يمتحن صبره وإيمانه مرار، ومع كل مصيبة، كان لسانه يلهج بعبارة واحدة تختصر رضاه وتسليمه: «الحمد لله على كل حال».

هذه الكلمات لم تكن مجرد جملة عابرة، بل شهادة حيّة على قوة الإيمان وصدق اليقين الذي يتجلى في المواقف العصيبة، لتبقى قصة الشهراني نموذج مؤثر لصبر الوالد المكلوم الذي فقد فلذات كبده، ومع ذلك ظل ثابت أمام قضاء الله وقدره.