تجربة تقنية جديدة تطبق لأول مرة في السعودية تكشف لو كان قائد المركبة يعاني من الارهاق والبداية من الشرقية

تجربة تقنية جديدة تطبق لأول مرة في السعودية تكشف لو كان قائد المركبة يعاني من الارهاق
  • آخر تحديث

كرسي أرامكو للسلامة المرورية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل يواصل تقديم مبادراته العلمية والتقنية الرامية إلى تطوير مستوى الأمان على الطرقات والحد من الحوادث المرورية. 

تجربة تقنية جديدة تطبق لأول مرة في السعودية تكشف لو كان قائد المركبة يعاني من الارهاق

حيث كشف مؤخرا عن دراسة حديثة تهدف إلى ابتكار أنظمة ذكية متقدمة تمثل نقلة نوعية في هذا المجال الحيوي.

أنظمة متطورة لمراقبة السائقين

من أبرز ما توصلت إليه الدراسة نظام تقني يركز على متابعة يقظة السائقين من خلال تحليل العلامات الحيوية الخاصة بهم مثل معدل ضربات القلب والتنفس، وذلك بهدف رصد أي مؤشرات للإرهاق أو النعاس في الوقت الفعلي.

هذا النظام يعمل على إطلاق تنبيهات فورية بمجرد اكتشاف حالة قد تؤدي إلى انخفاض مستوى تركيز السائق، مما يمنح فرصة للتدخل السريع وتفادي وقوع حوادث محتملة.

كما تم تطوير تقنية موازية تراقب التزام الركاب باستخدام حزام الأمان داخل المركبات، وهو ما يعزز من فعالية إجراءات السلامة ويحد من الإصابات الناتجة عن الحوادث.

استخدام المحاكاة والنمذجة الهندسية

أوضح الدكتور عبدالحميد المعجل، المشرف العام على الكرسي، أن العمل لم يتوقف عند مراقبة السائقين فحسب، بل امتد ليشمل استخدام أدوات المحاكاة والنمذجة الحديثة لتحديد ما يعرف بـ "النقاط السوداء" في شبكة الطرق بالمنطقة الشرقية، وهي المواقع التي تتركز فيها نسب عالية من الحوادث.

وقد ساعد هذا التحديد الدقيق في صياغة حلول عملية مثل تحسين التصميمات الهندسية لتقاطعات الطرق، وتعديل السرعات المقررة، وتنظيم حركة المرور بشكل أكثر انسيابية.

التوافق مع رؤية المملكة 2030

أكد الدكتور المعجل أن هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تركز على تعزيز جودة الحياة من خلال رفع مستويات الأمان وتبني تقنيات النقل الذكي.

وأشار إلى أن المملكة تسعى إلى تكييف أحدث التقنيات العالمية بما يتلاءم مع بيئتها المحلية، وهو ما يساهم في تعزيز موقعها الريادي في مجال السلامة المرورية والابتكارات التقنية.

شراكة بين البحث العلمي وواقع الميدان

من السمات المميزة لعمل الكرسي أنه لا يقتصر على البحوث الأكاديمية النظرية، بل ينطلق نحو تطبيقات عملية مباشرة تواكب احتياجات الجهات المعنية مثل إدارات المرور، ووزارة النقل، والأمانات البلدية.

فهو يعمل كذراع استشاري وتقني لهذه الجهات، حيث يتم تحويل البيانات والمخرجات البحثية إلى حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

هذه المقاربة عززت الثقة المتبادلة بين الكرسي والجهات التنفيذية، وأكدت على أهمية التكامل بين المؤسسات الأكاديمية وقطاعات الخدمات العامة.

نتائج ملموسة وتأثير إيجابي

ساهمت الجهود البحثية والتقنية للكرسي في خفض معدلات الحوادث المرورية في بعض المناطق، إلى جانب تحسين انسيابية الحركة وتقليل الازدحام، وهو ما انعكس بصورة مباشرة على حياة المواطنين والمقيمين.

ويتوقع أن تثمر هذه المبادرات عن نتائج أوسع في المستقبل القريب، خاصة مع التوسع في استخدام الأنظمة الذكية ودمجها في مختلف جوانب البنية التحتية للنقل.

هدف استراتيجي للمستقبل

الهدف الأسمى لهذه الجهود هو بناء منظومة متكاملة تعزز السلامة وتوفر بيئة طرق أكثر أمان للمشاة وقائدي المركبات على حد سواء، دون التأثير السلبي على الحركة التجارية أو مصالح مستخدمي الطرق.

فالمعادلة تقوم على تحقيق التوازن بين متطلبات الأمان واحتياجات المجتمع، مع الاستفادة من البيانات الدقيقة والتوصيات العلمية في رسم السياسات المرورية المستقبلية.

بهذا النهج، يؤكد كرسي أرامكو للسلامة المرورية أنه ليس مجرد منصة بحثية، بل مركز وطني رائد يسهم في صناعة الحلول الذكية ويضع المملكة في مقدمة الدول الساعية إلى بناء بنية تحتية مرورية حديثة وآمنة.