المسند يكشف عن المشروع الذي سيغير طقس الرياض ويخفض درجة حرارتها في الصيف ويقضي على موجات الغبار في هذا التاريخ

المسند يكشف عن المشروع الذي سيغير طقس الرياض ويخفض درجة حرارتها في الصيف
  • آخر تحديث

في ظل التحديات البيئية التي تواجهها المدن الحديثة، برزت مدينة الرياض كنموذج ملهم في تحويل الفضاء الحضري إلى بيئة أكثر صحة وراحة واستدامة، عبر مشاريع تشجير عملاقة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز المناعة المناخية للمدينة.

المسند يكشف عن المشروع الذي سيغير طقس الرياض ويخفض درجة حرارتها في الصيف 

وقد أكد أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقا، الدكتور عبدالله المسند، على أهمية هذه المبادرات البيئية، واصف إياها بأنها استثمار طويل الأمد في صحة الإنسان واستقرار المناخ داخل المدن.

التشجير الحضري

أشار الدكتور عبدالله المسند في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى أن الأشجار لا تعد مجرد عناصر جمالية تضاف إلى المشهد الحضري، بل تلعب دور فاعل في إعادة تشكيل المدن بيئي وصحي.

وقال في هذا السياق: "شجرة واحدة قد لا تغيّر المدينة، لكن غابة من الأشجار كفيلة بإعادة تشكيلها بيئي وصحي وجمالي".

وتعكس هذه الكلمات رؤية عميقة لأثر التشجير المستدام، حيث تتحول الأشجار إلى أدوات طبيعية لتحسين الهواء، وتلطيف درجات الحرارة، وتقليل نسب التلوث، فضلا عن آثارها النفسية الإيجابية على السكان.

مشروع "الرياض الخضراء"

ما تنفذه مدينة الرياض اليوم من مشاريع تشجير ضخمة، يأتي في إطار رؤية مستقبلية مدروسة، أبرزها مشروع "الرياض الخضراء"، الذي يعد من أكبر المشاريع البيئية على مستوى الشرق الأوسط.

ويهدف هذا المشروع إلى زراعة ملايين الأشجار في الشوارع، والحدائق، والمناطق السكنية، والمؤسسات العامة.

هذا البرنامج يمثل تحول استراتيجي في مفهوم التخطيط العمراني، حيث يتم دمج الحلول البيئية ضمن البنية التحتية الحضرية، ما يؤدي إلى تحقيق فوائد متعددة تشمل الصحة العامة، والراحة النفسية، وتنوع الأنظمة البيئية داخل المدينة.

الغطاء النباتي

من أبرز فوائد التشجير، بحسب ما أكده الدكتور المسند، دوره الحيوي في مواجهة آثار تغير المناخ، حيث تساعد الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتخفيض درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء.

كما أن المساحات الخضراء تعزز التوازن المائي من خلال تقليل التبخر وتحسين تسرب المياه إلى التربة، وتشكل حاجز طبيعي أمام موجات الغبار والحرارة المرتفعة التي تشهدها مناطق واسعة من المملكة.

استثمار في الصحة العامة وجودة الحياة

وصف الدكتور المسند مشاريع التشجير بأنها "استثمار طويل الأمد في صحة الإنسان"، وهي عبارة تعكس الإدراك المتزايد للعلاقة المباشرة بين البيئة النظيفة والصحة الجسدية والنفسية.

فالأشجار تخفض معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وتقلل مستويات التوتر، وتخلق مساحات آمنة للأنشطة الرياضية والترفيهية.

كما أن تعزيز المساحات الخضراء في الأحياء السكنية يعد عامل مهم في رفع مؤشرات جودة الحياة، وهو أحد الأهداف الرئيسية لرؤية السعودية 2030.

بيئة خضراء مدينة أقوى

مشاريع التشجير الجارية في الرياض لا تعكس فقط التزام بيئي، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء مدينة أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وأكثر مرونة في التعامل مع التحديات البيئية.

تلك الرؤية تحول الرياض من مدينة ذات مناخ صحراوي قاسي إلى بيئة مزدهرة تحتضن الطبيعة، وتقدم لسكانها جودة حياة راقية ومستدامة.