بعد إقرار خريطة جدة الجديدة.. هذه الاحياء الشهيرة في جدة ستختفي خلال شهور بعد إضافتها لمناطق الهدد

هذه الاحياء الشهيرة في جدة ستختفي خلال شهور بعد إضافتها لمناطق الهدد
  • آخر تحديث

تحتل مدينة جدة مكانة بارزة في المشهد السعودي، فهي ليست فقط الميناء الرئيسي على ساحل البحر الأحمر، بل تمثل أيضا مركز اقتصادي وتجاري وسياحي متقدم.

هذه الاحياء الشهيرة في جدة ستختفي خلال شهور بعد إضافتها لمناطق الهدد

هذه المدينة الساحلية، التي تحتضن ما بين أمواج البحر وأبراجها الحديثة تاريخ ضارب في القدم، تعكس تنوع عمراني وجغرافي قل نظيره.

فتتداخل فيها الأحياء الشعبية القديمة مع المناطق الحديثة المخططة بعناية، وتتشكل تضاريسها بين السواحل، والمناطق المرتفعة، والمنخفضات، ما جعلها نموذج حضري متداخل الأبعاد.

ما هي "مناطق الهدد"؟ 

في السياق المحلي للخطط الحضرية، يطلق مصطلح "الهدد" على المناطق التي تقع في منسوب منخفض مقارنة بسطح البحر، والتي غالبا ما تكون عرضة لتجمع مياه الأمطار أو السيول، وتفتقر إلى التهوية الجيدة والامتداد العمراني المنظم.

هذه المناطق عادة ما تنشأ نتيجة التوسع العشوائي غير المخطط، خاصة في مراحل سابقة من النمو السكاني عندما كانت الحاجة للسكن تفوق الإمكانات التنظيمية.

ولذلك، تعد تلك الأحياء بيئات هشة من حيث البنية التحتية، وتعاني من نقص في الخدمات الأساسية والمرافق.

ورغم احتضانها لآلاف السكان، إلا أن وضعها الحالي يفرض على الجهات الرسمية اتخاذ قرارات حاسمة بشأن إعادة تأهيلها أو إزالتها تماما، وذلك بما يتماشى مع توجهات التطوير الحضري الحديثة التي تضع سلامة السكان وجودة الحياة على رأس الأولويات.

المناطق التي تقرر إزالتها في جدة لعام 1447هـ

وفق ما أعلنته الجهات الرسمية المختصة في جدة، وبالتنسيق مع الخطط البلدية والتوجهات الوطنية، تم تحديد عدد من الأحياء التي ستخضع لعمليات إزالة شاملة خلال العام الهجري 1447، وذلك ضمن خطة لتجديد النسيج العمراني في المدينة، وتشمل هذه الأحياء ما يلي:

  • حي المحجر
  • حي بترومين
  • حي غليل
  • حي القريات

هذه الأحياء تأتي ضمن التصنيف الرسمي لمناطق "الهدد"، نظرا لوضعها الجغرافي وطبيعتها السكنية غير المنظمة.

خصائص أحياء الهدد

رغم ما يشاع عن كون هذه الأحياء أكثر حرارة بسبب انخفاضها الجغرافي، إلا أن الواقع المناخي يكشف أن درجات الحرارة فيها تتراوح بين 22 و28 درجة مئوية في معظم شهور السنة، ويعزى ذلك إلى قربها من البحر الأحمر، الذي يساهم في اعتدال الأجواء من خلال التيارات الهوائية الساحلية.

أما من ناحية البنية التحتية، فهذه المناطق ليست خالية تماما من الخدمات، إذ تضم مدارس، ومراكز صحية، ومحال تجارية، لكن غالبية تلك الخدمات تحتاج إلى تجديد وتطوير، لا سيما في ما يخص شبكات المياه والصرف الصحي والطرق الداخلية.

لماذا تزال الأحياء بدلا من ترميمها؟

يتكرر هذا السؤال كثيرا بين السكان والمهتمين: "لماذا اللجوء للإزالة بدلا من الترميم؟"، والإجابة وفق التقييمات الرسمية تعتمد على حجم التحديات الهندسية والتخطيطية التي تفرضها طبيعة هذه المناطق.

فالأبنية في هذه الأحياء غالبا ما أنشئت دون تخطيط عمراني معتمد، وتفتقر إلى المقومات الأساسية التي تسمح بإدخال مشاريع تطويرية حديثة.

كما أن إصلاح هذه المناطق جزئيا لا يفي بالغرض، في ظل تداخل الشبكات وغياب المعايير العمرانية، لذا تعد إعادة البناء من الصفر خيار استراتيجي وفعال على المدى البعيد.

وإلى جانب الأسباب الفنية، فإن إزالة هذه المناطق تفتح المجال أمام مشاريع حضرية كبرى تتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء مدن ذكية ومستدامة تواكب المعايير العالمية في جودة الحياة والخدمات.

مشاريع ما بعد الإزالة

الخطة العمرانية لجدة لا تتوقف عند حد الإزالة، بل تعد جزء من مشروع إعادة هيكلة حضرية متكاملة، فالأراضي التي سيتم إخلاؤها ستتحول إلى مشاريع تنموية ضخمة، تشمل:

  • مجمعات سكنية حديثة
  • مراكز تجارية وخدمية
  • مساحات خضراء ومتنزهات
  • شبكات نقل ذكية وطرق حديثة

كل هذه المشاريع تهدف إلى تحويل جدة إلى مدينة عصرية بمقاييس حضرية راقية.

أحياء حديثة في جدة لا يشملها الإزالة

في المقابل، تزخر جدة بالعديد من الأحياء المنظمة والمجهزة بالبنية التحتية المتكاملة، والتي تشكل الوجه الجديد للمدينة، ومن أبرزها:

  • حي بن مالك
  • حي الحرازات – يتميز بارتفاعه عن سطح البحر وموقعه الجغرافي المهم.
  • حي العزيزية – من الأحياء النموذجية شمال شرق المدينة.
  • حي النسيم
  • حي قويزة – شرق جدة ويشهد نمو سريع.
  • حي الصفاة – يقع ضمن بلدية المطار.
  • حي المشرفة
  • حي جدة التاريخية – قلب جدة القديم، المليء بالأصالة والأسواق الشعبية والمباني التراثية.

جدة في سياق التقسيم الإداري للمملكة

تعد جدة إحدى المدن الرئيسية التابعة لمنطقة مكة المكرمة، والتي تعتبر واحدة من 13 منطقة إدارية في المملكة العربية السعودية، ويقسم النظام الإداري للمملكة على النحو التالي:

المنطقة الإدارية العاصمة
الرياض الرياض
مكة المكرمة مكة
المدينة المنورة المدينة
القصيم بريدة
حائل حائل
عسير أبها
تبوك تبوك
نجران نجران
جازان جازان
الجوف سكاكا
الباحة الباحة
الحدود الشمالية عرعر
المنطقة الشرقية الدمام

وجدة، بوصفها المدينة الساحلية الأهم، تتبع إداريا لمحافظة جدة، وتعد ثاني أكبر مدينة في المملكة من حيث عدد السكان والتأثير الاقتصادي بعد الرياض.

جدة تتحول لمستقبل واعد

التحولات العمرانية التي تشهدها جدة ليست مجرد عمليات إزالة وهدم، بل تمثل مرحلة انتقالية نحو مدينة أكثر تنظيم وكفاءة، تواكب العصر وتلبي تطلعات المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وبين الماضي العريق لأحيائها التقليدية، والمستقبل الذكي لأحيائها الجديدة، تواصل جدة مسيرتها نحو أن تكون عاصمة حضارية على مستوى الشرق الأوسط.