السعودية: تقرير رسمي يكشف عن تراجع السعوديين الذين يملكون فلل ونسبة المواطنين الذين أصبحو يعيشون في شقق في عمارات سكنية

تقرير رسمي يكشف عن تراجع السعوديين الذين يملكون فلل
  • آخر تحديث

في إطار الجهود الوطنية المستمرة لتوفير بيانات دقيقة وموثوقة تسهم في رسم السياسات الاجتماعية والاقتصادية، أصدرت الهيئة العامة للإحصاء تقريرها الحديث تحت عنوان "إحصاءات الأسرة السعودية لعام 2024"، وذلك عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، ويستند التقرير إلى أحدث البيانات الإحصائية المستمدة من تعداد السعودية 2022، بالإضافة إلى نتائج عدد من المسوح الأسرية التي تنفذها الهيئة بانتظام.

تقرير رسمي يكشف عن تراجع السعوديين الذين يملكون فلل 

ويوفر هذا التقرير مرجع تحليلي علمي مهم لفهم البنية الاجتماعية والديموغرافية للأسرة السعودية.

التكوين العام للأسر السعودية

جاءت النتائج لتكشف أن نسبة الأسر المعيشية السعودية تمثل نحو 51% من إجمالي عدد الأسر في المملكة، ويقصد بالأسر المعيشية تلك التي يقيم أفرادها في وحدة سكنية واحدة ويتشاركون في الإنفاق والمعيشة، كما أظهرت البيانات أن:

  • 86% من الأسر السعودية تتكون من فردين فأكثر، ما يعكس قوة الترابط الأسري.
    • من بينها، 70% أسر نووية (مكونة من الأبوين والأبناء فقط).
    • بينما شكلت الأسر المركبة والممتدة معا ما نسبته 16%، وتشمل هذه الأسر من يعيشون مع الأقارب من الدرجة الثانية كالأجداد أو الأعمام أو الأخوال.
  • أما الأسر الفردية، أي التي تضم فرد واحد فقط، فقد بلغت نسبتها 14% من إجمالي الأسر السعودية.

التوزيع العمري للأفراد

قدم التقرير صورة واضحة عن البنية العمرية للسكان السعوديين، حيث أظهرت البيانات أن:

  • متوسط عمر الفرد السعودي بلغ 26.6 سنة، وهو مؤشر على فئة عمرية شابة.
  • أما الوسيط العمري (النقطة التي يقسم فيها العمر عدد السكان إلى نصفين) فقد بلغ 23.5 سنة.
  • الجدير بالذكر أن 71% من السكان السعوديين تقل أعمارهم عن 35 سنة، مما يعكس الطبيعة الديناميكية والشابة للمجتمع السعودي، ويضع تحديات وفرص أمام الخطط التنموية، خاصة في مجالات التعليم والتوظيف.

حجم الأسرة السعودية

كشف التقرير عن مؤشرات تتعلق بمتوسط حجم الأسرة السعودية، حيث بلغ:

  • قرابة خمسة أفراد لكل أسرة في المتوسط، ما يظهر ميل نحو التوازن العددي مقارنة بالماضي.
  • 13.5% من الأسر مكونة من ستة أفراد.
  • في حين أن 12.8% تتكوّن من أربعة إلى خمسة أفراد.

هذه الأرقام تعكس تحولات في نمط تكوين الأسرة، وتأثير عوامل مثل التعليم، والعمل، والتحضر، والسياسات السكنية.

من هو رب الأسرة؟

تناول التقرير بتفصيل الخصائص الديموغرافية لأرباب الأسر في المملكة، حيث تبين أن:

  • 83.1% من أرباب الأسر هم من الذكور، في مقابل 16.9% من الإناث، وهي نسبة تُظهر أن معظم المسؤوليات الإدارية والمالية للأسرة لا تزال تقع على عاتق الرجل، رغم بروز دور النساء بشكل متزايد.
  • أعلى نسبة للذكور كأرباب أسر سجلت في الفئة العمرية من 35 إلى 39 عام، حيث بلغت 17.6%.
  • أما الإناث كأرباب أسر، فقد كانت النسبة الأعلى في الفئة العمرية من 30 إلى 34 عام، بنسبة 14.3%.

وتعكس هذه البيانات اتجاه متصاعد لمشاركة المرأة في قيادة الأسر، خاصة في الفئات العمرية الأصغر.

نمط السكن في المملكة

استعرض التقرير أيضا نوع الوحدات السكنية التي تعيش فيها الأسر السعودية، وأظهرت النتائج أن:

  • 44.9% من الأسر السعودية تقيم في شقق، وهو ما يعكس انتشار السكن العمودي في المدن الكبرى.
  • في المقابل، 31.0% من الأسر تسكن في فلل، مما يشير إلى استمرار وجود السكن الأفقي، لا سيما في المناطق الأقل كثافة.

وعند تقسيم هذه البيانات حسب نوع الأسرة:

  • الأسر الفردية تميل بنسبة كبيرة إلى السكن في الشقق، حيث بلغت النسبة 55.8%، بينما تسكن 16.2% منها في فلل.
  • أما الأسر المتعددة، فقد بلغت نسبة سكنها في الشقق 43.4%، وفي الفلل 33.3%.

أهمية التقرير كمرجع وطني استراتيجي

يتجلى الطابع العلمي والدقيق لهذا التقرير من خلال اعتماده على بيانات موثوقة تشمل:

  • بيانات تعداد السعودية 2022، الذي يعد المرجع الأساسي للإحصاءات الوطنية.
  • نتائج المسوحات الأسرية الدورية التي تنفذها الهيئة العامة للإحصاء، ما يضمن شمولية وتحديث مستمر للمعلومات.

وبهذا يصبح تقرير "إحصاءات الأسرة السعودية 2024" مصدر لا غنى عنه لصناع القرار والباحثين، حيث يسهم في:

  • فهم الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأسر.
  • دعم السياسات الحكومية الموجهة لتحسين جودة الحياة.
  • وضع خطط تطوير سكنية وتعليمية وتنموية تتوافق مع الواقع الاجتماعي للمملكة.

قراءة معمقة تسهم في فهم الأسرة السعودية الحديثة

يعكس هذا التقرير التحولات السريعة والدقيقة التي تمر بها الأسرة السعودية في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، كما يقدم للمخططين وصناع القرار أدوات تحليلية مبنية على أرقام واقعية وموثوقة.

إن معرفة تفاصيل الحياة الأسرية السعودية ليست فقط معرفة إحصائية، بل هي مفتاح لبناء مستقبل أكثر تناغم واستقرار للأسرة والمجتمع ككل.