هيئة النقل تصدر توضيح هام حول رسوم عبور الطريق السريع بين جدة والرياض

توضيح هام حول رسوم عبور الطريق السريع بين جدة والرياض
  • آخر تحديث

في ظل تصاعد الحديث حول مشاريع تطوير البنية التحتية للطرق في المملكة العربية السعودية، أصدرت وزارة النقل والخدمات اللوجستية بيان توضيحي هام بشأن ما تم تداوله عن فرض رسوم على طريق جدة – الرياض السريع، وهو أحد أهم وأشهر محاور النقل البري في المملكة.

توضيح هام حول رسوم عبور الطريق السريع بين جدة والرياض 

وقد جاء البيان ليضع النقاط على الحروف، ويوضح الرؤية الوطنية في هذا الجانب.

لا رسوم على الطريق السريع بين جدة والرياض في المرحلة الحالية

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل والخدمات اللوجستية أن ما يتم تداوله حول فرض رسوم عبور على الطريق السريع الرابط بين مدينتي جدة والرياض لا أساس له من الصحة حاليا.

وأوضح أن هذا الطريق سيبقى مجاني ضمن شبكة الطرق الحالية، مشير إلى أن الوزارة قد أصدرت توضيح بهذا الشأن في وقتٍ سابق لتأكيد عدم المساس بحقوق المستخدمين الحاليين لشبكة الطرق المجانية.

وأشار المتحدث إلى أن الوزارة ملتزمة بعدم فرض أي رسوم على الطرق القائمة ضمن المرحلة الحالية، وخاصة المحاور الحيوية مثل الطريق السريع بين جدة والرياض، والذي يشهد حركة مرورية يومية مكثفة تربط بين أكبر مدينتين في المملكة.

متى ستفرض الرسوم؟ وما الطرق المستهدفة؟

أوضح المتحدث أن مرحلة تطبيق الرسوم لن تشمل الطرق الحالية، بل ستطبق كمرحلة أولى على ما يلي:

  • الطرق البديلة أو الجديدة التي سيتم إنشاؤها مستقبل بالشراكة مع القطاع الخاص.
  • الطرق المطورة التي ستحصل على إضافات أو مرافق وخدمات جديدة تمنحها قيمة مضافة مقارنة بالطريق الأصلي.
  • مشاريع تم الانتهاء من دراستها ضمن إطار مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، والتي تصب في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

ويأتي ذلك ضمن خطة استراتيجية وطنية تهدف إلى خلق مصادر تمويل مستدامة من خلال استثمار أصول الطرق العامة، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في إدارة البنية التحتية، وضمان استمرار تطويرها.

الطريق السريع بين جدة والرياض

يمثل الطريق السريع الرابط بين جدة والرياض أحد أبرز الطرق البرية وأكثرها أهمية في المملكة، كونه يربط بين مدينتين تحتضنان ثقل اقتصادي وسكاني هائل، ويتنقل عبره يوميا الآلاف من المواطنين والمقيمين لأغراض متنوعة مثل:

  • التنقل اليومي للعمل والدراسة
  • السياحة الداخلية
  • النقل التجاري والبري
  • الرحلات العائلية

ويبلغ طول هذا الطريق الحيوي نحو 972 كيلومتر، وتقطع هذه المسافة بالسيارة خلال 10 ساعات تقريبا عند القيادة بسرعة متوسطة تبلغ 120 كم/س، ما يجعله أسرع خيار بري متاح بين المدينتين.

ما الهدف من مشروع “طرق برسوم مرور”؟

تتبنى وزارة النقل رؤية متطورة لتفعيل نظام "الطرق برسوم مرور" ليس بهدف الجباية، بل كوسيلة لتحقيق التوازن المالي، وتوفير موارد تستخدم في:

  • رفع كفاءة شبكة الطرق الحالية، من خلال عمليات الصيانة والتطوير المستمر.
  • إضافة مرافق ذكية وحديثة مثل محطات الوقود المتكاملة، ومراكز الخدمة، ومواقف الطوارئ.
  • تمويل إنشاء طرق جديدة تقلل الضغط عن المحاور المزدحمة.
  • ضمان استدامة تمويل صيانة البنية التحتية دون الاعتماد الكلي على ميزانيات الدولة.

ويعتمد هذا النموذج على الشراكة مع القطاع الخاص، بحيث يتم بناء أو تطوير الطريق من قبل مستثمرين مقابل السماح لهم بتحصيل رسوم مرور لفترة محددة.

النماذج العالمية المُلهمة لتطبيق رسوم المرور

لم يكن توجه المملكة لتطبيق نظام "رسوم استخدام الطرق" قرار منفرد، بل هو مستلهم من أفضل التجارب العالمية في هذا المجال، فعدد من الدول المتقدمة تطبّق هذا النظام بفعالية عالية منذ عقود، ومنها:

  • فرنسا وإيطاليا وإسبانيا: حيث تنتشر الطرق المدفوعة ضمن شبكات الأوتوسترادات الواسعة.
  • صربيا وكرواتيا والبرتغال: والتي تستخدم الرسوم فيها لتطوير البنية التحتية وتعزيز السياحة والنقل.
  • الإمارات العربية المتحدة: تطبق النظام تحت مسمى "سالك" في دبي و"درب" في أبوظبي.

وتظهر هذه النماذج كيف يمكن تحقيق توازن بين الجودة العالية في خدمات الطرق وتوفير مصادر دخل مستدامة لقطاع النقل.

رسالة الوزارة للمواطنين والمقيمين

في ختام بيانها، حرصت وزارة النقل والخدمات اللوجستية على طمأنة مستخدمي الطرق، مؤكدة أن لا تغيير في واقع الطرق الحالية، وأن جميع الإجراءات التي تدرس أو تخطط لها لن تنفذ دون إعلام واضح وشفاف، وبعد إجراء الدراسات الفنية والاقتصادية التي تراعي مصلحة المواطن أولا.