هذا ما نعرفه عن الطائر الأحمر الذي ظهر لأول مرة في سماء السعودية قبل أيام

هذا ما نعرفه عن الطائر الأحمر الذي ظهر لأول مرة في سماء السعودية
  • آخر تحديث

في واحدة من أبرز الملاحظات البيئية التي تزامنت مع الاحتفال العالمي باليوم الدولي للطيور المهاجرة، تم رصد طائري "الصرد أحمر الظهر" و"الصرد أحمر القنّة" في منطقة الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية.

هذا ما نعرفه عن الطائر الأحمر الذي ظهر لأول مرة في سماء السعودية 

هذا الرصد يمثل حدث بيئي هام يعكس مكانة المملكة كأحد المحاور الأساسية على خريطة هجرة الطيور بين قارتي آسيا وأفريقيا.

المملكة كنقطة استراتيجية على طرق هجرة الطيور

تشكل المملكة العربية السعودية محطة رئيسية في مسارات الهجرة الموسمية للطيور، نظرًا لموقعها الجغرافي الفريد الممتد بين القارات، وتنوع تضاريسها بين الصحارى، السهول، السواحل، والجبال.

ويعتبر ظهور نوعين من الصرد في هذا التوقيت بمثابة إشارة واضحة إلى جاذبية البيئة السعودية للكائنات المهاجرة، ودليل على أن أنظمتها البيئية ما زالت صالحة لإيواء أنواع الطيور المهددة أو النادرة.

الصرد أحمر الظهر

واحد من الطائرين الذين جرى توثيقهما هو الصرد أحمر الظهر، ويتميز هذا الطائر برأس رمادي وظهر بلون أحمر داكن، إلى جانب قناع أسود يغطي عينيه، مما يمنحه مظهر فريد يسهل تمييزه.

يعد هذا الطائر من الأنواع التي تقطع مسافات طويلة خلال هجرتها، إذ تسجل له رحلات تمتد لآلاف الكيلومترات سنويا، ويتوقف مؤقت في مناطق مثل شمال السعودية للتزود بالغذاء واستعادة الطاقة قبل مواصلة الرحلة.

الصرد أحمر القنة

أما النوع الثاني فهو الصرد أحمر القنة، الذي يتميز بلون أحمر واضح على أعلى الرأس، وقناع أسود يمر عبر عينيه.

وهو من الطيور التي تعاني في بعض مناطق تكاثرها حول العالم من تهديدات متزايدة، أبرزها فقدان الموائل الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية، مما يجعل رصده في بيئة طبيعية غير ملوثة في شمال المملكة حدث بيئي ذا مغزى كبير.

الحدود الشمالية

تعد منطقة الحدود الشمالية في السعودية من البيئات التي لم تنل بعد الاهتمام الكافي على صعيد الدراسات البيئية، إلا أن ما يحدث على أرضها يكشف عن كنوز طبيعية غير مكتشفة، حيث تعد ممر نشط للعديد من الأنواع المهاجرة.

وتوفر المنطقة خلال فصلي الربيع والخريف ظروف ملائمة لعبور الطيور واستراحتها، من حيث المناخ والغذاء والتضاريس.

خبراء الحياة الفطرية

أكد مختصون في مجالات التنوع البيولوجي والحياة الفطرية أن هذا الرصد لا يجب أن يمر دون تسليط الضوء عليه، بل يجب أن يستثمر كفرصة لتعزيز الجهود المبذولة في رصد الطيور المهاجرة ومتابعة تحركاتها، مشيرين إلى أن هذه الأنواع ليست مجرد طيور عابرة، بل هي عناصر أساسية في التوازن البيئي العالمي، تسهم في نقل البذور، مكافحة الآفات، وتحفيز التنوع الجيني في المواطن المختلفة.

مبادرات وطنية تعزز حماية الطيور والبيئة

يتكامل هذا الإنجاز البيئي مع جهود المملكة ضمن برامج كبرى مثل مبادرة "السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي، محاربة التصحر، وزيادة الوعي العام بأهمية الحفاظ على الحياة الفطرية.

ومن خلال هذه المبادرات، تسعى السعودية لتصبح نموذج عالمي في الاستدامة البيئية، ليس فقط على مستوى السياسات بل عبر ممارسات ميدانية موثقة مثل هذا الرصد العلمي.

أهمية اليوم العالمي للطيور المهاجرة

في كل عام، يصادف يوم 11 مايو مناسبة دولية تعرف بـ"اليوم العالمي للطيور المهاجرة"، وهو يوم مخصص لرفع الوعي بأهمية حماية مسارات الهجرة الطبيعية، والتأكيد على الحاجة لحماية المواطن التي تعتمد عليها هذه الطيور خلال رحلاتها الطويلة، وجاء رصد طائري الصرد في هذا اليوم تحديدا ليجسد هذه الرسالة على أرض الواقع.