الجمعة القادمة تشهد حدث هام في جميع مساجد السعودية

الجمعة القادمة تشهد حدث هام في جميع مساجد السعودية
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس حرص المملكة على ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ومحافظاتها بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن مكانة المرأة في الإسلام، والعناية العظيمة التي أحاطها بها الشرع، وأهمية الحفاظ على حقوقها كاملة غير منقوصة.

الجمعة القادمة تشهد حدث هام في جميع مساجد السعودية 

ويأتي هذا التوجيه ضمن الجهود المتواصلة للوزارة في نشر الوعي الشرعي الصحيح، وتفعيل دور المنابر الدعوية في بناء مجتمع متماسك يقوم على الاحترام والعدل وصون الكرامة الإنسانية.

ويعكس هذا القرار اهتمامً كبير بإيصال الرسائل الدينية الهادفة إلى المجتمع عبر المنابر التي تستقطب ملايين المصلين أسبوعيا، مما يجعلها مرجع مؤثر في تصحيح المفاهيم وتثبيت القيم التي يقوم عليها الدين الإسلامي في التعامل مع المرأة.

محاور الخطبة

شدد التوجيه على ضرورة أن تتناول الخطبة مجموعة محاور رئيسية توضح الأسس الشرعية التي رسخها الإسلام لحفظ حقوق المرأة، بدء من أمر الله تعالى بحسن معاشرتها في قوله الكريم: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾، مرور بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على الإحسان إليها، ومن ذلك قوله الشريف: «استوصوا بالنساء خيرًا».

كما تضمنت المحاور الدعوة إلى إبراز الجانب النبوي المشرق في التعامل الراقي مع المرأة، والاستشهاد بما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، إلى جانب الحديث الشريف الذي بيّن فيه النبي مكانة حسن الخلق، وأن خيار الناس هم خيارهم لنسائهم.

التحذير من العضل وبيان أثره الخطير على الأسرة والمجتمع

ومن ضمن التوجيهات المهمة التي طلب الوزير من الخطباء التركيز عليها: التحذير من العضل، وهو منع المرأة من الزواج بمن ترتضيه من أهل الدين والخلق، لما يترتب على ذلك من مفاسد اجتماعية وأسرية جسيمة.

وقد استدل التوجيه بقول الله تعالى: ﴿فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن﴾، وبالحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وفيه: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».

هذا المحور يهدف إلى معالجة واحدة من أكثر المشكلات الاجتماعية حساسية، والتأكيد على أن وليّ المرأة مؤتمن لا متسلط، وأن حفظ حقها في اختيار الزوج الصالح واجب شرعي لا يجوز التعدي عليه.

التأكيد على حق المرأة في الميراث ومنع التحايل عليه

كما شدد التوجيه على أهمية تناول موضوع حرمان المرأة من الميراث، وهي ممارسة محرمة تعد مخالفة صريحة لأحكام الشرع التي فرضت لكل وارث نصيبه المحدد، وقد ورد في كتاب الله تعالى: ﴿للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيب مفروض﴾.

ويدعو التوجيه إلى بيان خطورة التعدي على الميراث، باعتباره حق إلهي لا يقبل التعطيل، والتنبيه إلى أن العدل في تقسيمه يحقق استقرار العلاقات الأسرية ويمنع النزاعات التي قد تمتد لسنوات.

فضل الإحسان إلى البنات ورفعة منزلته عند الله

اختتم التوجيه محاوره بالدعوة إلى بيان الفضل العظيم الذي يناله من يرعى البنات ويقوم على شؤونهن حتى يبلغن، استناد إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو» ثم ضم أصابعه إشارة إلى القرب والمنزلة العظيمة.

ويهدف هذا المحور إلى تعزيز ثقافة الرحمة والرفق داخل الأسر، وبيان أن الإحسان إلى البنات ليس مجرد واجب اجتماعي، بل عبادة عظيمة يثاب صاحبها ثواب جزيل.

 

02:27 ص ‏19/‏06/‏47