التحليل الفني والأساسي يكشف تأثير خفض الفائدة في السعودية على سعر سهم ارامكو في بداية جلسات التداول ليوم الأحد 21 سبتمبر

التحليل الفني والأساسي يكشف تأثير خفض الفائدة في السعودية على سعر سهم ارامكو
  • آخر تحديث

شهد سهم أرامكو السعودية بدء جلسات التداول يوم الأحد 21 سبتمبر 2025 تفاعل ملحوظ مع إعلان البنك المركزي عن خفض سعر الفائدة، إذ بدأ المستثمرون يقيمون الأثر المحتمل على توزيعات الأرباح، تكاليف الاقتراض، والتدفقات النقدية للشركة النفطية العملاقة.

التحليل الفني والأساسي يكشف تأثير خفض الفائدة في السعودية على سعر سهم ارامكو

يتناول هذا الخبر التحليل الفني والأساسي لتحديد الدوافع، الفرص، والمخاطر التي تواجه السهم في هذه المرحلة.

قبل أيام قليلة من هذه الجلسة، قررت السعودية خفض سعر الفائدة الأساسية (ريبو وعكس الريبو) بمقدار 25 نقطة أساس، وهو القرار الذي تزامن مع خطوات مماثلة في دول مجلس التعاون الخليجية بعد تحرك مشابه من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

الهدف من الخفض هو تخفيف تكلفة الاقتراض، دعم النشاط الاقتصادي، وتحفيز الاستهلاك والاستثمار المحلي في ضوء الضغوط العالمية على نمو الاقتصاد النفطي.

وفي ظل ارتباط أسعار الفائدة بالعديد من العوامل الاقتصادية مثل التضخم، أسعار النفط، واستقرار الريال المعادل للدولار، يأتي خفض الفائدة ليعيد تحفيز التفاؤل في الأسواق خصوصًا الأسهم الكبيرة المدفوعة بتدفقات نقدية مستقرة مثل أرامكو.

التحليل الأساسي: كيف قد يستفيد سهم أرامكو

تشير المقومات الأساسية لأرامكو إلى أنها واحدة من أكثر الشركات التي قد تستفيد من خفض الفائدة لعدة أسباب:

  • الشركة تحقق أرباح ضخمة من عمليات الاستخراج والتكرير وتصدير النفط والغاز، وهو ما يجعلها ذات قدرة على التكيف مع التغييرات في تكلفة التمويل.
  • السياسات السعودية تمضي قدما في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي وتقليل الاعتماد الكلي على النفط، مما يعزز الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة، مجالات قد تستفيد من انخفاض الكلفة التمويلية.
  • الديون أو التوسّعات المحتملة للشركة تصبح أقل كلفة، أي أن المشاريع الجديدة أو المعدلة قد تشهد تحسن في العائد إذا كان القرض أو التمويل سيسهل من خلال بيئة فائدة أقل.

مع ذلك، يواجه السهم بعض التحديات الأساسية التي قد تقلل من أثر خفض الفائدة:

  • ضعف أسعار النفط عالميا يعد عامل ضغط على إيرادات الشركة، وهذا لا يزول بخفض الفائدة.
  • تكاليف التشغيل وخاصة البيئية والرأسمالية المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة والإنتاج البترولي قد تظل مرتفعة رغم خفض الفوائد.
  • التوترات الجيوسياسية أو التغير في سياسات العرض من أوبك+ يمكن أن تغيّر توقعات المستثمرين بشكل مفاجئ.

التحليل الفني: كيف استجاب السهم في الأسواق

من الناحية الفنية، بدأ سهم أرامكو الجلسة الأولى بعد القرار بخطوة تصحيح إيجابي:

  • ارتفع السهم ضمن مؤشرات السوق السعودي بشكل متواضع، فيما يبدو أن هناك نمو في السيولة من المستثمرين الذين كانوا محتارين بشأن التوقيت الأمثل للدخول.
  • حرك خفض الفائدة مستوى الدعم الفني عند مستويات محددة، مما دفع البعض لإغلاق الصفقات القصيرة (short positions) والاتجاه نحو الشراء المكشوف.
  • المؤشرات الفنية الأساسية مثل المتوسط المتحرك لـ50 يوما و100 يوم تظهر أن السهم قد يكون على أبواب بداية موجة صعودية قصيرة المدى إذا استمر السعر فوق الخطوط المتحركة المهمة وعدم انزلاقه أدنى مستويات الدعم النفسي.

توقعات قصيرة ومتوسطة الأجل

مع خفض الفائدة، يتوقع المحللون الأتي:

  • قصير المدى: استمرار تحسّن نسبي في السعر إذا دعمت بيانات اقتصادية محلية الطلب على الطاقة، وتحسنت سوق التكرير، أو كانت هناك صفقات جديدة للشركة، أو أن يفضي خفض الفائدة إلى رفع توقعات الأرباح التي تخصص للمستثمرين المحليين والأجانب.
  • متوسط المدى: تعتمد على أسعار النفط العالمية، التزام الشركة بإدارة التكاليف، والمضي قدما في المشاريع الكبيرة مثل مشاريع الغاز أو الطاقة المتجددة، إذا صمدت هذه المتغيرات، فقد يتمكن السهم من استعادة جزء من خسائره في الفترات السابقة.

الرغم من الإيجابيات، فإن هناك سيناريوهات قد تكبح تحسن السهم:

  • انخفاض غير متوقع في الطلب العالمي على النفط يمكن أن يقلل الربحية حتى لو تحسنت شروط التمويل.
  • ارتفاع التضخم أو تكاليف الشحن والتوزيع (خاصة البعد عن السواحل أو في التصدير) قد يضاعف من الضغوط على صافي الربح.
  • تغيرات مفاجئة في السياسات التنظيمية أو البيئة الاستثمارية داخل السعودية، خصوصا في ما يتعلق بالضرائب أو الاشتراطات البيئية.

خفض الفائدة في السعودية يعد عامل إيجابي مؤقتا لسهم أرامكو، وقد يكون محفز لعودة بعض الزخم الشرائي في جلسات التداول، خاصة إذا رافقه دعم من بيانات اقتصادية محلية وارتفاع في أسعار النفط.

لكن الأثر الحقيقي يعتمد على مدى قدرة الشركة على استثمار هذا التسهيل المالي، على السيطرة على التكاليف، وعلى استقرار العوامل الخارجية المؤثرة مثل العرض والطلب العالمي.

المستثمر الذي يتابع الحسابات الفنية والأساسية معا قد يرى بداية جيدة، لكن الاحتمالات المتوسطة والطويلة المدى لا تزال مرتبطة بعقود التزام تتجاوز هذا القرار الفردي.

المصادر

  • Reuters, “Gulf central banks cut key interest rates following Fed move” — تقرير وكالة رويترز حول خفض الفائدة في دول مجلس التعاون وتأثيرها على الأسهم. (Reuters)
  • Reuters, “Gulf Shares rally on US rate cut, easing signals” — تحليل سوقي لحركة أسهم الخليج وارتفاع سهم أرامكو عقب خفض الفائدة. (Reuters)
  • Semafor Gulf, “Wall Street analysts and investors at odds on Aramco” — آراء المحللين حول تقييم سهم أرامكو وفرصه vs الأداء الحالي. (Semafor)
  • Arab News, “GCC central banks cut interest rates by 25 bps following Fed’s move” — تفاصيل قرار خفض الفائدة في السعودية ودول الخليج وطبيعة المنطقة الاقتصادية. (arabnews.pk)