السعودية تطبق عقوبات بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مليونية بسبب اليوم الوطني

السعودية تطبق عقوبات بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مليونية بسبب اليوم الوطني
  • آخر تحديث

أصدرت وزارة التجارة السعودية تحذير رسمي مشدد بشأن المخالفين الذين يعلنون عن عروض وهمية بمناسبة اليوم الوطني دون الحصول على ترخيص رسمي، معلنة أن المخالف قد يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية قد تبلغ مليون ريال سعودي، إضافة إلى احتمال التشهير بالمخالف واتخاذ إجراءات إضافية قانونية وإدارية.

السعودية تطبق عقوبات بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مليونية بسبب اليوم الوطني

تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الوزارة لضمان نزاهة المنافسة وحماية حقوق المستهلكين، وتطبيق أحكام نظام مكافحة الغش التجاري.

بحسب ما ورد في بيانات رسمية وتحذيرات صادرة عن وزارة التجارة، فإن أي منشأة تجارية تنفذ عروض تخفيضية أو ترويجية دون ترخيص من الوزارة تعد مخالفة صريحة لنظام مكافحة الغش التجاري.

وتشمل العقوبات في مثل هذه الحالات: السجن لمدة قد تمتد إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، أو بهما معا.

كما تشترط اللوائح المعمول بها أن تخضع العروض الموسمية والتخفيضات الكبيرة إلى نظام التسجيل والترخيص الإلكتروني، وهو ما أطلقت الوزارة لمتابعة الترخيص الخاص بالعروض الموسمية، خصوصا عروض اليوم الوطني.

تلزم الأنظمة التجارية أصحاب المحلات بتقديم طلبات الترخيص للعروض الموسمية عبر المنصة المعتمدة من الوزارة، ويعتبر العرض المجرد دون ترخيص مخل بالأنظمة.

جاء التشديد على هذه العقوبات بعد تكرار حالات لتضليل المستهلكين من خلال عرض تخفيضات وهمية، أي أن الإعلان يكون كبير وجذاب أمام المستهلك، لكن السعر قبل التخفيض قد يكون مرتفع بشكل مبالغ فيه، أو أن الخصم غير حقيقي، أو أن العرض لا يعكس واقع المخزون.

وتوصلت الرقابات إلى عدد من البلاغات تتعلق بهذه السلوكيات خلال مواسم العروض واحتفالات مثل اليوم الوطني، حيث يؤدي وجودها إلى تزييف المنافسة وتشويه صورة السوق، وإلحاق الضرر بالمستهلك.

تركز وزارة التجارة على أن حماية المستهلك لا تتوقف عند المعايير المادية للمنتج، بل تمتد إلى السلوكيات التجارية والإعلانات، حيث تكون الحقيقة هي المعيار.

وعليه، فإن النظام يلزم الإعلان عن السعر قبل وبعد العرض، وضمان أن الخصومات المعلنة تعكس فعليا انخفاض السعر وليس مجرد خدعة إعلانية.

تنفيذ العقوبات والتطبيق الفعلي

تطبق الوزارة هذه العقوبات عبر لجان ميدانية ورقابية تتبع لمراكز البلاغات الرسمية، إذ يستقبل البلاغ من المستهلك، وترسل فرق التفتيش لمعاينة الحالة، ثم تحال المخالفة إلى القضاء إن وجدت مؤشرات كافية لثبوتها.

ومن بين الإجراءات الإضافية: شطب السجل التجاري للمخالف، إلغاء ترخيصه، إلزامه بنشر الحكم القضائي في المنابر الإعلامية المحلية، وتحميله تكاليف الفرق الرقابية والإنفاذ إن اقتضى الأمر.

في مناسبات سابقة، أسفرت جهود الوزارة عن ضبط عدد كبير من المخالفات خلال اليوم الوطني وبعض مواسم العروض، حيث تم تسجيل مئات المخالفات المتعلقة بالعروض المضللة والتسعير غير الشفاف.

وتعكف الوزارة خلال الفترة التي تسبق اليوم الوطني على تكثيف الرقابة الميدانية والإلكترونية لضمان التزام المنشآت بكافة الشروط والمعايير.

التأثير على السوق والمستهلك

من المتوقع أن يكون للتحذيرات والعقوبات أثران رئيسيان في السوق:

  • ردع المخالفين: معرفة أن العقوبة يمكن أن تصل للسجن ومليون ريال، أو كلاهما، وأن هناك خطر التشهير، من شأنها أن تجعل معظم المنشآت تتوخى الحذر قبل الإعلان عن عروض غير مصوغة قانونيا.
  • زيادة الثقة لدى المستهلك: حين يشعر المستهلك أن الأسعار بعد التخفيض هي حقيقية وأن العروض شفافة، ينعكس ذلك إيجابيا على قرار الشراء، ويعزز من الولاء للمتاجر الشرعية.

ومع ذلك، هناك تحديات في التنفيذ، منها قدرة الوزارة على ملاحقة جميع المخالفات، خصوصا في القنوات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر عروض يومية عديدة من بائعين أفراد أو تجار يستخدمون الإعلانات المضللة، مما يستدعي آليات تصفية ومتابعة تقنية متطورة، فضلا عن تعاون المستهلك نفسه عبر التبليغ الفعّال عند ملاحظة الأعراض.

باستكمال الإجراءات الرقابية المعرفة وتوضيح العقوبات بوضوح، ترسخ وزارة التجارة موقفها تجاه استياء المستهلك والمنافسة غير النزيهة.

السجن حتى ثلاث سنوات والغرامة بمليون ريال ليست اختيارات عشوائية بل أدوات ضغط ضرورية لضمان شفافية العروض وجودة السوق.

ويتوقع أن تشهد الفترة القادمة إعلانات متزنة وأقل مبالغة، مع التزام أكبر من المنشآت التجارية، كما أن المستهلك سيبدأ بقراءة الشروط بدقة قبل الشراء، ما يدفع السوق نحو نضج أكبر.

في النهاية، هذه العقوبات ليست مجرد تهديد، بل هي جزء من ضمانات قانونية تضمن أن العروض الموسمية تكون عروض حقيقية، ترفع من قيمة المال الذي يدفعه المستهلك، وتحافظ على سمعة القطاع التجاري، وتدعم التنافسية البناءة بين المنشآت.

المصادر

  • صحيفة الرياض – مقالة “التجارة تحذر من التلاعب بتخفيضات اليوم الوطني”