المسند يحدد على الخريطة أفضل مناطق السعودية في أغسطس وأكثرها حرارة ورطوبة خلال أخر شهور الصيف في 2025

سلط الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الضوء على الأهمية المناخية لشهر أغسطس، مؤكد أنه يعد من أفضل الشهور على مدار السنة لزيارة منطقة عسير.

المسند يحدد على الخريطة أفضل مناطق السعودية في أغسطس

ويأتي هذا التقييم اعتماد على بيانات مناخية طويلة الأمد أظهرت أن أغسطس يتميز بأعلى متوسط لعدد الأيام الماطرة، حيث يشهد نحو 40% من إجمالي الأيام الممطرة في السنة.

هذا الطابع الماطر الذي يميز منطقة عسير خلال أغسطس يجعل منها ملاذ مثالي للراغبين في التمتع بأجواء معتدلة وطبيعة خضراء خلابة في قلب صيف المملكة اللاهب.

التأثير الإيجابي يمتد إلى جازان

لا تقتصر الأجواء الممطرة على عسير فقط، بل تمتد التأثيرات الإيجابية لحالة الطقس خلال أغسطس إلى منطقة جازان أيضا، وإن كانت بدرجة أقل نسبيا.

وبحسب الدكتور المسند، فإن المناطق الجنوبية الغربية من المملكة بشكل عام تشهد خلال هذا الشهر نشاط مطري موسمي يجعلها من بين أكثر المناطق جذب للسياحة الداخلية في هذه الفترة.

هذه الظروف المناخية المواتية تمثل فرصة ذهبية لمحبي الرحلات الجبلية والطبيعة، حيث تتحول تلك المناطق إلى لوحات طبيعية مزدهرة بالأمطار والضباب، في وقت تعاني فيه مناطق أخرى من المملكة العربية السعودية من موجات حر قاسية.

الانتقال المناخي من البوارح إلى الأجواء الهادئة

من أبرز التحولات الجوية التي يشهدها شهر أغسطس، وفقا للدكتور المسند، هو انحسار نشاط رياح البوارح الشمالية، المعروفة بسرعتها المثيرة للغبار والأتربة في أشهر يونيو ويوليو.

ويعزى هذا التراجع إلى تشكل منخفض جوي وسط المملكة، يؤدي بدوره إلى تغير في اتجاه الرياح السائدة، ويسهم في تهدئة الأجواء وتقليل حدة الغبار.

هذا التغير في النمط الجوي لا يخفف فقط من التأثيرات المزعجة للرياح، بل يعزز أيضا فرص تكوّن السحب الماطرة في المناطق الجبلية الجنوبية والغربية.

الرطوبة تشتد شرق

وعلى النقيض تماما من الأجواء الماطرة والمنعشة في الجنوب الغربي، تبقى المنطقة الشرقية من المملكة أكثر المناطق تعرض للحرارة المرتفعة، وذلك بشكل شبه دائم طوال الصيف.

لكن ما يزيد الطين بلة في شهر أغسطس تحديدا، بحسب المسند، هو الارتفاع الحاد في معدلات الرطوبة، والذي يعود إلى ضعف رياح البوارح الجافة، مما يسمح للرطوبة بالتراكم والازدياد بشكل كبير.

ونتيجة لذلك، يشعر السكان والزوار في تلك المناطق بأجواء خانقة وصعبة التحمل، حيث ترتفع معدلات الإحساس بالحرارة (Heat Index) إلى مستويات مرهقة، حتى وإن لم تكن درجات الحرارة المطلقة هي الأعلى في السنة.

تباين جغرافي يحدد أنسب الوجهات في الصيف

تظهر هذه القراءة المناخية الدقيقة أن المملكة العربية السعودية تتسم بتنوع مناخي كبير بين مناطقها، حتى في قلب فصل الصيف.

ففي حين تشتد درجات الحرارة والرطوبة في بعض المناطق، مثل الشرقية والوسطى، تقدم مناطق الجنوب الغربي خاصة عسير وجازان تجربة مناخية فريدة من نوعها، تجمع بين الاعتدال، الأمطار، والمناظر الطبيعية.

ولذلك، يعتبر شهر أغسطس فرصة مناسبة لمن يبحثون عن وجهة داخلية للهروب من موجات الحر، مع الاستمتاع بأجواء مطيرة ومنعشة لا تتكرر كثيرا خلال العام في المملكة.