السعودية تلزم من اليوم جميع شركات العمرة بتوفير هذه الخدمة مجاناً للمعتمرين القادمين من خارج المملكة

السعودية تلزم من اليوم جميع شركات العمرة بتوفير هذه الخدمة مجاناً للمعتمرين
  • آخر تحديث

في خطوة تجسد التقدم التنظيمي والرؤية الاستراتيجية المتكاملة، أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية عن تطبيق قرار إلزامي اعتبارا من موسم عمرة 1447هـ، يقضي بوجوب قيام شركات ومؤسسات العمرة المرخصة بتوفير خدمة توثيق عقود السكن للمعتمرين القادمين من خارج المملكة بشكل مجاني تماما، عبر المنصات الرقمية الرسمية التابعة للوزارة.

السعودية تلزم من اليوم جميع شركات العمرة بتوفير هذه الخدمة مجاناً للمعتمرين

هذا القرار النوعي لا يعد مجرد إجراء إداري، بل يمثل محطة فاصلة في مسار تنظيم قطاع العمرة، ويأتي ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى رفع مستوى الشفافية، حماية حقوق الزوار، وتعزيز كفاءة الخدمات في ضوء مستهدفات رؤية السعودية 2030.

مضمون القرار

يأتي القرار بصيغة واضحة ودقيقة، حدد فيها نطاق الخدمة والجهات المستهدفة وطريقة التطبيق، ليشمل:

  • شركات ومؤسسات العمرة المعتمدة رسميا، والتي تعنى بتنظيم قدوم المعتمرين من خارج المملكة.
  • الخدمة الإلزامية: توثيق عقد السكن بين المعتمر والمنشأة الفندقية التي سيقيم بها، عبر منصات الوزارة المعتمدة، مثل "مقام" و"نسك".
  • الرسوم: يتم تقديم الخدمة مجانا بالكامل للمعتمر، دون أن يتكلف بأي مبلغ إضافي، وتتحمل الشركات مسؤولية ذلك.
  • تاريخ التنفيذ: يفعل القرار رسميا مع بداية موسم عمرة 1447هـ، ويخضع للتقييم منذ لحظة الانطلاق.

الدوافع خلف القرار

جاء هذا التوجه التنظيمي في توقيت مهم، ليعالج مجموعة من التحديات والمخاوف التي برزت في المواسم السابقة، ومن أبرز أهداف القرار:

  • الحد من التحايل والغش الناتج عن العقود غير الموثقة أو المزورة التي قد يقع ضحيتها المعتمر.
  • ضمان حق المعتمر في الحصول على سكن مطابق لما تم الاتفاق عليه من حيث الجودة والموقع والمزايا.
  • تسهيل الرقابة الحكومية على سوق الإيواء، بما يمكن الوزارة من التدخل السريع في حال وجود مخالفات.
  • تعزيز مصداقية السوق وبناء الثقة بين المعتمرين ومقدمي الخدمة.
  • تنظيم سوق العقار الفندقي وضبط تسعيراته ومنع التلاعب في البنود التعاقدية.

آلية التنفيذ

لم تقتصر وزارة الحج والعمرة على فرض القرار، بل وفرت آلية دقيقة وعملية لضمان تطبيقه بكفاءة وعدالة، وتشمل:

  • منصات إلكترونية موثوقة (مقام ونسك) يتم من خلالها توثيق العقود لحظي.
  • مسؤولية الشركات عن إدخال البيانات وتوثيق العقود دون تحميل المعتمر أي أعباء مالية.
  • تفاصيل شاملة داخل العقد تشمل اسم الفندق، موقعه، مدة الإقامة، وعدد الأفراد.
  • سهولة التحقق والمعاينة حيث يمكن للمعتمر الحصول على نسخة إلكترونية من العقد والاطلاع عليه عبر حسابه على المنصة أو عبر البريد الإلكتروني.

المكاسب المباشرة للمعتمرين

يحمل هذا القرار فوائد كبيرة وعملية للمعتمرين القادمين من الخارج، حيث يمنحهم:

  • حماية قانونية قوية تضمن حقه في الإقامة المتفق عليها دون تحايل.
  • إعفاء تام من أي رسوم إضافية خاصة بتوثيق العقود أو الخدمات الإدارية.
  • اطمئنان نفسي لكون المعتمر يتعامل مع جهة رسمية ومنصة موثوقة.
  • انخفاض فرص التعرض للنصب العقاري أو عقود السكن الوهمية.
  • سهولة المطالبة بحقوقه أو تقديم الشكاوى إلكترونيا عند وجود خلل.

التأثيرات المتوقعة على موسم العمرة 1447هـ

من المنتظر أن يحدث القرار تحول جذري في بيئة العمرة التنظيمية والسياحية والخدمية، ومن أبرز الآثار المتوقعة:

  • تحول الشركات نحو الفنادق المرخصة والموثوقة فقط مما يحسن من جودة الإقامة.
  • تحفيز الشركات على تطوير آلياتها الرقمية للتوافق مع متطلبات التوثيق.
  • رفع مستوى الرقابة على عقود الإيواء والممارسات التعاقدية.
  • انخفاض كبير في الشكاوى المتعلقة بالسكن، وزيادة رضا المعتمرين.
  • اعتياد الزوار على التعامل مع المنصات الرسمية وابتعادهم عن الوسطاء أو القنوات غير الموثوقة.

ما تحتاجه الشركات للاستعداد للتطبيق

لضمان جاهزيتها، تحتاج شركات ومؤسسات العمرة إلى القيام بجملة من الخطوات الأساسية، من بينها:

  • تدريب موظفيها على استخدام أنظمة التوثيق الإلكترونية وتحديث بيانات الفنادق.
  • ضمان التوافق التام للعقود مع معايير الوزارة ولغتها التنظيمية.
  • توقيع اتفاقيات شفافة ومُلزمة مع الفنادق التي تتعامل معها.
  • ربط أنظمتها الإلكترونية بمنصات الوزارة لتفادي التكرار أو الخطأ.
  • تقديم كتيبات أو أدلة إلكترونية للمعتمرين توضح تفاصيل حقوقهم وطريقة قراءة العقد.

توعية المعتمر

ليست مسؤولية الشركات وحدها، بل يحتاج المعتمر كذلك إلى أن يكون واعي وملم بكيفية التعامل مع النظام الجديد، ومن ذلك:

  • استلام نسخة إلكترونية من العقد بعد حصوله على تأشيرة العمرة.
  • التحقق من صحة العقد عبر منصات الوزارة أو التواصل معها مباشرة.
  • تقديم الشكاوى إلكترونيا في حال الإخلال بأي بند من بنود السكن.

قرار استراتيجي يعزز التجربة الدينية ويصون الكرامة الإنسانية

لا شك أن القرار السعودي بإلزام شركات العمرة بتوثيق عقود السكن إلكتروني وبالمجان يمثل نقلة نوعية على طريق تحسين التجربة الدينية والإيوائية للمعتمرين، فهو لا يضيف عبئ على الزائر، بل يرفع عن كاهله الكثير من الأعباء التنظيمية والنفسية.

وبينما تتأهب الشركات لموسم 1447هـ وتعيد ترتيب أنظمتها لتتوافق مع التحديثات، فإن المملكة تواصل خطاها بثبات نحو تحقيق بيئة عمرانية وخدمية أكثر نزاهة وراحة