بينما تمضي المملكة العربية السعودية بخطى متسارعة نحو بناء مدن ذكية تعتمد على حلول تكنولوجية متقدمة، برز إنجاز علمي لافت من داخل جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث استطاع طالبان سعوديان ابتكار نظام ذكي متكامل يهدف إلى مراقبة ورصد التجاوزات غير القانونية في "المسار الطارئ" المخصص لمركبات الإسعاف والشرطة والدفاع المدني على الطرق السريعة.
المرور السعودي يبدء نشر أجهزة جديدة ترصد السيارات التي تسير على خط الطوارئ في طرقات المملكة
المشروع الذي يحمل في طياته أبعاد إنسانية وتقنية، يمثل نموذج حيً لإبداع العقول الشابة، وتوجه المملكة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في خدمات البنية التحتية الحيوية.
مشروع عملاق بتكلفة 30 مليار ريال يغير شكل الشرقية للأبد ويجعل سواحلها تنافس أهم شواطئ العالم
عاجل: السعودية تحدد المناطق التي يحظر الصيد فيها ومفاجأة حول الصيد في حدود الحرم
المديرية العامة للجوازات: وقف اصدار تأشيرات الخروج النهائي للمقيمين في حال عدم استكمال هذا الشرط الجديد
بعد تعديل المادة 74 من نظام المرور.. عقوبات مشددة على السعوديين تصل للسجن في هذه الحالات والترحيل الفوري للمقيم بسبب هذه المخالفات
فكرة المشروع
جاءت فكرة المشروع من الطالب أنس الحربي وزميله محمد المروعي، كرد مباشر على ظاهرة مزعجة تتكرر باستمرار، وهي تعدي بعض سائقي المركبات الخاصة على المسار المخصص للطوارئ، ما يتسبب في تأخير وصول سيارات الإسعاف والجهات الأمنية إلى وجهتها في الوقت المناسب.
وفي حديث خاص لـ"العربية.نت"، أشار الحربي إلى أن المشروع لم يكن مجرد فكرة بحثية نظرية، بل جاء نابع من التزام شخصي ومسؤولية اجتماعية حيال ما يشهده من فوضى مرورية قد تعرض أرواح الناس للخطر. وأضاف: "أردنا تطوير نظام ذكي منخفض التكلفة، يستخدم تقنيات YOLO وOpenCV مع جهاز Raspberry Pi، قادر على رصد المخالفات المرورية المتعلقة بمسار الطوارئ في الزمن الفعلي."
التقنيات المستخدمة
اعتمد الفريق في تصميم النظام على واحدة من أقوى تقنيات الرؤية الحاسوبية، وهي تقنية YOLO (You Only Look Once)، التي تسمح برصد وتحديد الأشياء في الصور ومقاطع الفيديو بسرعة ودقة.
وقد تم تدريب النموذج على صور تم اختيارها بعناية لتعكس واقع الشوارع، مع مراعاة ظروف الإضاءة المختلفة، وأحجام المركبات، وتنوعها، ما أسهم في تحسين أداء النظام وتوسيع قدرته على التعرّف الدقيق.
ويعمل النظام بكفاءة على جهاز Raspberry Pi، وهو كمبيوتر صغير الحجم ومنخفض التكلفة، ما يجعل إمكانية تعميم النموذج على نطاق واسع واقعية ومنخفضة التكلفة التشغيلية.
إشراف أكاديمي ودعم علمي متخصص
لم يكن هذا المشروع ليصل إلى هذه المرحلة دون إشراف علمي دقيق من نخبة من الأكاديميين في قسم الجيوماتكس بكلية العمارة والتخطيط، حيث عمل كل من:
- الدكتور كامل فيصل
- الدكتور عبدالله العطاس
- الدكتور مهند أبو هاشم
- الدكتور محمود الخفش
على توجيه الفريق وتقديم الدعم البحثي والمعرفي اللازم لضمان سلامة تصميم النظام ومصداقية نتائجه.
رونالدو يترك كل شيء في النصر ويسابق الزمن لاستكمال صفقة تاريخية ستغير كل شيئ في دوري روشن
السعودية: من اليوم عقوبة صيد هذا الحيوان المفترس 80 الف ريال
عاجل: الهلال يودع ميتروفيتش في الوداع الاخير بطريقة غير متوقعة
عاجل: السعودية تعلن حظر أكثر من 300 ألف لعبة إلكترونية مخصصة للأطفال
نتائج دقيقة وتحديات تقنية تم تجاوزها
من جانبه، أوضح الطالب محمد المروعي أن المشروع واجه تحديات تقنية متعددة، أبرزها تقلبات الإضاءة بين النهار والليل، وسرعة مرور المركبات على الطرق السريعة، وهو ما تطلب إدخال تعديلات برمجية دقيقة وتحسين خوارزميات الكشف.
وقد تم اختبار النموذج على مقاطع فيديو حقيقية تم التقاطها من طريق سريع، وحقق النظام نسبة دقة وصلت إلى 90% في رصد المركبات المخالفة، وهي نسبة واعدة تشير إلى إمكانية تحسينها أكثر عند تطبيق النموذج على أرض الواقع ودمجه مع بنى تحتية متقدمة.
آفاق مستقبلية
يرى الفريق أن المشروع في شكله الحالي يشكل نواة قوية لحل شامل، لكنه يحتاج إلى مزيد من التطوير عبر:
- استخدام كاميرات ذكية مزودة بتقنيات تحليل الفيديو.
- الاعتماد على بيئة حوسبة سحابية لمعالجة البيانات بفعالية أكبر.
- التنسيق مع الجهات المعنية مثل المرور والدفاع المدني، لضمان الاستفادة المؤسسية الكاملة من النظام.
ووفق رؤية الفريق، فإن نجاح المشروع ميداني يتطلب تكامل بين القطاعات ذات العلاقة، مما يعزز فاعلية هذا النظام ويجعله عنصر فاعل في منظومة السلامة المرورية الوطنية.
تجربة تلهم التحول الرقمي وترتقي بجودة الحياة
شبّه الفريق التأثير المحتمل لهذا النظام بتجربة رصد مخالفات "حزام الأمان" آليا، التي ساعدت في رفع نسب الالتزام بين السائقين بشكل كبير.
ويرى الفريق أن نجاح رصد مخالفات المسار الطارئ لحظة وقوعها من شأنه أن يحسّن انسيابية حركة المركبات المصرح لها، ويسرع من الاستجابة للحالات الحرجة.
ويتماشى هذا المشروع المبتكر مع أهداف رؤية السعودية 2030، لا سيما ما يتعلق بمحاور التحول الرقمي، وتطوير المدن الذكية، والارتقاء بجودة الحياة.
كما يؤكد الطالبان أن التجربة برهنت على قدرة الشباب السعودي على تقديم حلول تقنية فاعلة، قابلة للتطبيق والتوسع، دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة أو استثمارات معقدة.