جدة: جدل واسع بعد الكشف عن مجموعة أحياء حديث تم اضافتها بشكل مفاجئ لمناطق الهدد والتطوير وتحديد موعد بداية ازالتها

جدل واسع بعد الكشف عن مجموعة أحياء حديث تم اضافتها بشكل مفاجئ لمناطق الهدد والتطوير
  • آخر تحديث

وسط زخم التحديثات الحضرية المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في إطار رؤيتها الطموحة 2030، عاد مشروع "هدد جدة" ليحتل عناوين النقاش الاجتماعي والإعلامي.

جدل واسع بعد الكشف عن مجموعة أحياء حديث تم اضافتها بشكل مفاجئ لمناطق الهدد والتطوير

تداول واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لشائعات تزعم استئناف عمليات الإزالة في عدد من أحياء محافظة جدة خلال عام 2025، مع تحديثات مزعومة لخريطة الأحياء المشمولة.

هذا الجدل المتصاعد أثار تساؤلات وقلق بين سكان المدينة، خاصة في المناطق التي كانت قد شملتها الإزالات سابقا، مما استدعى تدخل رسمي من أمانة جدة لتوضيح الحقائق وكشف ملابسات ما يجري تداوله.

البيان الرسمي لأمانة جدة

في خطوة تهدف إلى وضع حد للبلبلة وطمأنة المواطنين، أصدرت أمانة جدة بيان رسميًا نفت فيه وبشكل قاطع صحة الشائعات المتداولة حول استئناف عمليات الإزالة في عام 2025.

وأكدت الأمانة أن الأخبار المتداولة حول إدراج أحياء جديدة ضمن مشروع "هدد جدة" أو إعادة تخطيط المناطق المستهدفة هي عارية تماما عن الصحة.

كما شددت الأمانة على أهمية التحقق من المعلومات عبر القنوات الرسمية، وعدم الانسياق خلف الأخبار المضللة التي يتم تداولها عبر منصات التواصل، والتي من شأنها إثارة القلق والبلبلة بين السكان، مؤكدة أن أي تطورات رسمية سيتم إعلانها بشفافية مطلقة وبشكل مباشر عبر الوسائل المعتمدة.

مشروع "هدد جدة"

  • تطوير البنية التحتية للمدينة
    • يعد مشروع "هدد جدة" جزء محوري من خطة التحديث الحضري التي أطلقتها الحكومة السعودية، حيث تسعى من خلاله إلى تحسين البنية التحتية بشكل جذري. يشمل ذلك:
      • توسعة شبكات الطرق الرئيسية والفرعية.
      • تعزيز شبكات الصرف الصحي والمياه.
      • تطوير شبكات الكهرباء والري وفق أعلى المواصفات العالمية.
  • القضاء على العشوائيات وتحسين المشهد الحضري
    • يستهدف المشروع إزالة المباني غير النظامية والعشوائية، التي كانت تعاني من غياب التخطيط العمراني المناسب، واستبدالها بأحياء نموذجية حديثة تتماشى مع المعايير العمرانية العالمية، مما ينعكس بشكل مباشر على:
      • رفع جودة الحياة.
      • تحسين السلامة العامة.
      • إضفاء طابع حضاري على مدينة جدة.
  • تهيئة بيئة سكنية آمنة ومنظمة
    • تسعى الجهات المعنية عبر المشروع إلى خلق أحياء سكنية مخططة بعناية، تضمن للمواطنين مستوى معيشي لائق، وخدمات متكاملة تشمل:
      • مساحات خضراء.
      • مرافق عامة حديثة.
      • مدارس ومراكز صحية وأسواق منظمة.

الأحياء التي شملتها الإزالة حتى عام 2023

منذ انطلاق المشروع في مراحله الأولى وحتى نهاية عام 2023، تم تنفيذ أعمال إزالة في عدد كبير من الأحياء ضمن خطة منهجية، ومن أبرز هذه الأحياء:

  • حي النزهة
  • حي السلامة
  • حي مدائن فهد
  • حي الكندرة
  • حي بني مالك
  • حي العدل
  • حي الروابي
  • حي العزيزية
  • حي الثغر
  • حي المنتزهات
  • وغيرها من الأحياء التي بلغ مجموعها أكثر من 22 حي.

جميع هذه الأعمال جاءت في إطار الدراسة الشاملة للمدينة، بهدف إعادة تنظيمها بما يخدم المصلحة العامة ويواكب التطور العمراني.

منظومة التعويضات

أحد أبرز النقاط التي أولتها الحكومة اهتمام بالغ في مشروع "هدد جدة" هو توفير التعويضات العادلة والمنصفة للسكان المتأثرين بالإزالات، وقد أعلنت الجهات المختصة أن:

  • التعويضات تشمل قيمة العقار بحسب المساحة والموقع والتقييم الهندسي.
  • كما تشمل بدائل سكنية مجانية للفئات المستحقة، خاصة المستفيدين من برامج الضمان الاجتماعي.
  • صرف التعويضات يتم عبر مراحل واضحة وشفافة، بعد الانتهاء من كافة الإجراءات الإدارية والفنية.

وقد تم إنشاء لجنة مختصة لمراجعة طلبات التعويض، والتأكد من صرفها للمستحقين في الوقت المناسب.

التفاعل الشعبي مع المشروع

رغم وجود تخوفات لدى بعض السكان المتأثرين سابقا من عمليات الإزالة، إلا أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين ترى في مشروع "هدد جدة" فرصة تاريخية لتطوير المدينة وتحسين معيشة السكان، بشرط الحفاظ على حقوق المتضررين.

التحديث مسؤولية، والإشاعة خطر

إن ما تشهده مدينة جدة من أعمال تطوير شاملة يعكس التزام المملكة بتحقيق تنمية عمرانية حقيقية تتماشى مع متطلبات العصر.

لكن في المقابل، فإن تداول المعلومات غير الدقيقة حول مشاريع كبرى مثل "هدد جدة" يعد أمر بالغ الخطورة لما يسببه من قلق مجتمعي وبلبلة لا مبرر لها.

لذا، فإن الالتزام بالتحقق من الأخبار عبر البيانات الرسمية والمنصات الحكومية هو واجب وطني، كما أن الحفاظ على صورة جدة المتطورة هو مسؤولية مشتركة بين المواطن والمؤسسات.