حسب تقويم أم القرى .. أول يوم من محرم 1447 كم سيوافق بالميلادي من شهر يونيو 2025؟

أول يوم من محرم 1447 كم سيوافق بالميلادي من شهر يونيو 2025؟
  • آخر تحديث

مع اقتراب نهاية السنة الهجرية الحالية، تتوجه أنظار المسلمين في كل مكان إلى لحظة مميزة من لحظات التاريخ الإسلامي، ألا وهي بداية العام الهجري الجديد 1447.

أول يوم من محرم 1447 كم سيوافق بالميلادي من شهر يونيو 2025؟

لا تمثل هذه المناسبة مجرد تبدل في الأرقام أو انتقال زمني عابر، بل تحمل في طياتها أبعاد روحانية وتاريخية عميقة، تستدعي التأمل والتفكر، وتبعث على تجديد العهد مع الله، واستذكار القيم التي تأسس عليها هذا التقويم المبارك.

الهجرة النبوية

يرتبط التقويم الهجري ارتباط وثيق بحدث مفصلي في التاريخ الإسلامي، وهو الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة المنورة، والتي تمثل انطلاقة بناء الدولة الإسلامية الأولى، وتأسيس مجتمع العدل والمساواة.

ومن هنا، فإن كل عام هجري جديد هو تذكير برحلة النور التي غيرت مجرى البشرية، وأرست دعائم الإيمان والصبر والتضحية في سبيل العقيدة.

العد التنازلي قد بدأ

يترقب المسلمون حول العالم لحظة ميلاد الهلال التي ستعلن عن بداية شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية.

ووفقا للحسابات الفلكية الدقيقة التي أعلنت عنها الهيئات المختصة، فإن هلال شهر محرم لعام 1447هـ سيولد بعد الاقتران مباشرة عند الساعة 4:50 مساء بتوقيت مكة المكرمة، يوم الأربعاء 29 من ذي الحجة 1446 هـ، الموافق 25 يونيو 2025 ميلادي.

ومن المتوقع أن تكون ظروف الرؤية ملائمة نسبيا في عدد من الدول الإسلامية، حيث سيبقى الهلال في الأفق لفترة كافية بعد غروب الشمس، ما يتيح إمكانية مشاهدته بالعين المجردة أو باستخدام الوسائل البصرية، لتأكيد بدء العام الجديد.

مدة بقاء الهلال في السماء

بحسب البيانات الفلكية، فإن الهلال سيظل ظاهر في سماء مكة لمدة 14 دقيقة بعد الغروب، بينما سيكون مرئيًا لمدة 18 دقيقة في القاهرة، وتختلف هذه المدة من بلد إلى آخر، حيث تتراوح ما بين 6 و24 دقيقة، مما يمنح فرصة جيدة لرصده، ويسهم في توحيد إعلان دخول شهر محرم، في حال توافقت الرؤية البصرية مع المعايير العلمية.

الخميس 26 يونيو 2025 أول أيام محرم 1447 هـ

تشير التقديرات الفلكية إلى أن غرة شهر محرم، وبداية العام الهجري الجديد، ستوافق يوم الخميس 26 يونيو 2025 وفقا للتقويم الميلادي.

ومع أن هذه الحسابات تتم بدقة عالية باستخدام أحدث التقنيات الفلكية، إلا أن الإعلان الرسمي عن بداية السنة يظل مرهون بقرار اللجان الشرعية المختصة في كل بلد، والتي تعتمد على الجمع بين الرؤية الشرعية للهلال والمعايير الفلكية العلمية، لضمان مطابقة التقويم مع الأحكام الشرعية.

محرم شهر السلام والوقار

يحمل شهر محرم مكانة خاصة في الإسلام، إذ يعد أحد الأشهر الحرم الأربعة، التي نهى الله فيها عن القتال، ودعا إلى تعظيم الحرمات.

وهو الشهر الذي يتصدر التقويم الهجري، ويليه كل من صفر، ربيع الأول، وربيع الآخر.

ويستحب الإكثار من العبادات والطاعات فيه، خاصة صيام يوم عاشوراء، لما فيه من أجر عظيم، واتباع لسنة النبي محمد ﷺ، الذي قال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله."

الفرق بين التقويم الهجري والميلادي

تجدر الإشارة إلى أن التقويم الهجري يعتمد على الدورة القمرية، حيث يتكون الشهر من 29 أو 30 يوم، في حين أن التقويم الميلادي قائم على الدورة الشمسية، ويتراوح الشهر فيه بين 30 و31 يوم.

هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تحرك موعد السنة الهجرية إلى الوراء بحوالي 11 يوم كل عام بالنسبة للتقويم الميلادي، وهو ما يجعل المناسبات الدينية الإسلامية تدور عبر فصول السنة المختلفة، وتتنوع بين الصيف والشتاء، الربيع والخريف.

تأملات في بداية العام الجديد

يعد حلول العام الهجري فرصة عظيمة لتقييم الذات، واستعادة النية، وتجديد العهد مع الله، كما أنه وقت مناسب للتفكر في مسيرة الحياة، وما قدمه الإنسان في عام مضى، وماذا يريد أن يحقق في عام قادم.

فكما أن الأمة الإسلامية أحيت تاريخها بالهجرة، فإن الفرد المسلم بإمكانه أن يحيي قلبه بالتوبة، ويهاجر من الذنوب إلى الطاعات، ومن الغفلة إلى الوعي، ومن اليأس إلى الرجاء.