سوق السيارات في السعودية يشهد انقلاب تاريخي في أسعار السيارات الجديدة ومتوسط الأسعار يعود لما قبل خمس سنوات لهذا السبب

سوق السيارات في السعودية يشهد انقلاب تاريخي في أسعار السيارات الجديدة
  • آخر تحديث

في تحول وصفه مراقبون بأنه "انقلاب تاريخي"، يشهد سوق السيارات في المملكة العربية السعودية تراجع ملحوظ في أسعار السيارات الجديدة، لتعود في بعض الفئات إلى مستويات الأسعار التي كانت سائدة قبل أكثر من خمس سنوات، وتحديدا ما قبل جائحة كورونا.

سوق السيارات في السعودية يشهد انقلاب تاريخي في أسعار السيارات الجديدة

وجاءت هذه التغيرات السريعة بالتزامن مع تحسن سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة المعروض من السيارات بعد فترة طويلة من النقص الحاد، إضافة إلى ارتفاع مستويات المخزون لدى الوكلاء في السوق المحلي.

وأكد المختص في قطاع السيارات، ماجد الشيخي، أن هذا الهبوط الحاد في الأسعار يعد من أبرز المؤشرات الإيجابية التي تعكس توازن العرض والطلب في السوق، بعد سنوات من الاضطرابات التي شهدتها الأسواق العالمية بسبب الجائحة، والأزمات الجيوسياسية، وارتفاع تكاليف الشحن والنقل.

أسباب الانخفاض: تحسن سلاسل الإمداد ووفرة المعروض

أوضح الشيخي في تصريحات إعلامية أن أبرز العوامل التي ساهمت في انخفاض الأسعار تتمثل في عودة المصانع إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة، وخاصة في اليابان وكوريا الجنوبية والصين، وهو ما انعكس على تدفق كميات أكبر من السيارات إلى الأسواق الخليجية، وفي مقدمتها السعودية.

كما ساعد تحسن الخدمات اللوجستية وتراجع تكاليف الشحن البحري بنسبة تصل إلى 45% منذ بداية 2024، في خفض الكلفة النهائية للوكلاء والموزعين، مما دفعهم إلى تقديم عروض سعرية تنافسية لتسريع حركة البيع وتقليل حجم المخزون المتراكم.

وأشار الشيخي إلى أن بعض العلامات التجارية، خاصة في فئة السيارات الاقتصادية ومتوسطة الحجم، انخفضت أسعارها بما يتراوح بين 12% إلى 18% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أدى إلى انتعاش الطلب من المستهلكين الذين كانوا في حالة ترقب وانتظار.

عودة المنافسة بين الوكلاء وزيادة العروض التحفيزية

التغيرات الحالية في السوق أعادت فتح باب المنافسة بين الوكلاء المحليين للسيارات، ما دفع العديد منهم إلى تقديم عروض غير مسبوقة تشمل خصومات مباشرة، وتمويلات بدون فوائد، وخدمات مجانية مثل الصيانة الممتدة أو الضمان المطول.

ويؤكد المراقبون أن هذا النوع من العروض لم يظهر منذ عام 2019، ما يعكس عودة السوق إلى طبيعته قبل فترة التضخم في أسعار السيارات التي أعقبت الجائحة.

كما برز دور المستوردين من الأفراد وتجار السيارات المستعملة المستوردة في إعادة ضبط السوق، إذ أدى انخفاض أسعار السيارات الجديدة إلى خفض الفجوة السعرية مع السيارات المستعملة، مما ساهم في إعادة تشكيل قرارات الشراء لدى المستهلكين.

تأثيرات اقتصادية ومؤشرات مستقبلية

يرى خبراء أن هذه التحولات الإيجابية في سوق السيارات قد تسهم في زيادة مبيعات قطاع التجزئة المرتبط بالسيارات، مثل قطع الغيار، وخدمات الصيانة، والتأمين، كما ستخفف من أعباء الأسر السعودية الراغبة في شراء سيارات جديدة بأسعار معقولة، خاصة مع تراجع نسب التضخم في قطاع النقل.

ويتوقع الشيخي استمرار هذا الاتجاه الانخفاضي خلال النصف الثاني من 2025، خصوصا مع قرب وصول دفعات جديدة من الموديلات 2026، مما سيدفع التجار لتقديم مزيد من التخفيضات على الموديلات الحالية لتصريف المخزون.

المصادر