بعد ازالته بالكامل.. سر المبنى الوحيد الذي نجا من الهدد في حي الهنداوية في جدة

بعد ازالته بالكامل.. سر المبنى الوحيد الذي نجا من الهدد في حي الهنداوية في جدة
  • آخر تحديث

في خضم العمليات التطويرية التي شهدها حي الهنداوية بجدة، أُزيلت جميع المباني التي كانت تملأ تلك المنطقة، ما عدا مبنى واحد ظل صامداً وسط تلك العاصفة من التغيير. هذه الحقيقة أثارت حيرة وفضول أهالي الحي، الذين تساءلوا عن السر وراء بقائه رغم إزالة كل ما حوله. هذه الحادثة الغريبة أصبحت حديث الناس في الحي، مما جعلها المادة المثالية للنقاشات في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

التساؤلات والتحقيقات

بدأت التساؤلات تتوالى في محاولة لفهم السبب وراء بقاء هذا المبنى دون هدم. قد تكون الإجابة مرتبطة بقيمة تاريخية، معمارية، أو حتى قانونية تجعل من الصعب إزالته. هذه الاحتمالات كانت مادة دسمة للتحقيق من قبل الجهات المعنية والمواطنين على حد سواء. البعض رجح أن المبنى قد يكون مدرجاً ضمن لائحة المباني المحمية بسبب طرازها المعماري الفريد، أو ربما كان موثقاً في السجلات كأحد المعالم التراثية.

التاريخ والثقافة

من المعروف أن جدة تزخر بتاريخ عريق ومبانيها تروي قصص الأزمنة الغابرة. لذا قد لا يكون من المستبعد أن يكون المبنى المثير للتساؤل ذو صلة بتاريخ ثقافي أو حدث مهم في حياة المدينة. قد يكون هذا المبنى شاهداً على حقبة زمنية معينة، أو ربما كان مقراً لشخصيات بارزة أو مؤسسات تاريخية ساهمت في تشكيل النسيج الاجتماعي لجدة.

التوجيهات والمعايير

بحسب الإجراءات الرسمية فإن أي عملية إزاحة للمباني تتطلب مراجعات دقيقة للتأكد من عدم المساس بكيانات قانونية أو تاريخية. يتم ذلك من خلال دراسات مستفيضة للمواقع، ودراسة خصوصيات كل مبنى على حدة، لضمان الإبقاء على ما يجب الحفاظ عليه بناءً على معايير ثقافية أو اقتصادية. قد تكون هذه المعايير هي التي منحت المبنى حصانته ضد عمليات الهدم الواسعة.

التأثير على المجتمع

بقاء المبنى الوحيد في حي الهنداوية يثير أيضاً مسألة التأثير النفسي والاجتماعي على السكان المحليين. فالمنظر الذي يرونه قد يعيد إيقاظ ذكرياتهم المرتبطة بالمكان، ويثير فيهم مشاعر متناقضة تجمع بين الفرح لبقاء جزء من ماضيهم وبين الحزن لمشهد هدم المباني المحيطة. هذه العوامل تثير النقاش حول تأثير التطوير الحضري السريع على المجتمعات التقليدية.

الخطوات القادمة

من المتوقع أن تبحث الجهات المسؤولة في جدة عن حلول ترضي جميع الأطراف من خلال حوار شفاف ومفتوح حول مستقبل المبنى. قد يشاهد المستقبل تطويرا للمكان يراعى فيه المحافظة على هوية المبنى وقيمته التراثية. هذا التوازن بين التطوير والحفاظ على الموروث قد يكون هو السبيل الأمثل لحل لغز بقاء هذا المبنى وتحديد مستقبله ضمن التخطيط الحضري الجديد للمدينة. الجدير بالذكر هو وجود نية للتعاون مع خبراء في مجال التاريخ والهندسة المعمارية لضمان فهم أعمق لأهمية المبنى واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه.

02:27 ص ‏19/‏06/‏47