المتاجر الالكترونية في السعودية تشهد عمليات احتيال كبيرة في عروض اليوم الوطني ونصيحة هامة قبل شراء المنتجات من المتاجر في عروض اليوم الوطني

المتاجر الالكترونية في السعودية تشهد عمليات احتيال كبيرة في عروض اليوم الوطني
  • آخر تحديث

مع حلول اليوم الوطني السعودي أو أي مناسبة مشابهة، تتحول الأسواق سواء التقليدية أو الرقمية إلى منصات مفعمة بالحيوية والتنافسية، المتاجر تعلن عن خصومات هائلة وعروض استثنائية، والمواقع الإلكترونية تتسابق في الترويج لحملاتها التسويقية التي تستهدف جذب المستهلكين.

المتاجر الالكترونية في السعودية تشهد عمليات احتيال كبيرة في عروض اليوم الوطني

في هذه الأجواء المبهجة، يجد المشتري نفسه مدفوع للتسوق، مستمتع بروح المناسبة الوطنية، ومتأثر بالإعلانات التي تغريه بالشراء، لكن، ورغم كل هذه الجاذبية، ليس كل ما يلمع ذهب، إذ قد تحمل بعض العروض بين طياتها أساليب تسويقية مضللة توقع المستهلك في فخ الخداع.

الحيل التسويقية الخفية

رغم وجود عروض حقيقية ومجزية، إلا أن بعض المتاجر تلجأ إلى حيل متعددة لإيهام المستهلك بأنه أمام فرصة نادرة:

  • رفع الأسعار قبل الخصم: قد يلاحظ المستهلك أن السعر المعلن بعد التخفيض لا يختلف كثيراً عن السعر المعتاد للمنتج، فيظن أنه وفر مبلغ كبير بينما هو في الحقيقة لم يستفد بشيء ملموس.
  • توقيت ضيق للعروض: التاجر يحدد فترة زمنية قصيرة جدا، فيدفع المشتري لاتخاذ قرار سريع دون دراسة أو مقارنة، وهو ما يخلق ضغط نفسي يعرف بـ"الخوف من فوات الفرصة".
  • شعارات مضللة: مثل عبارة "خصومات تصل إلى 70%"، بينما لا تتجاوز التخفيضات الحقيقية 20% على غالبية السلع، وتُحصر النسبة الكبيرة في منتجات قليلة أو غير رائجة.
  • إضافة رسوم مخفية: خصوصا في المتاجر الإلكترونية، حيث تظهر الأسعار منخفضة في البداية، ثم تضاف رسوم التوصيل أو الضرائب في مرحلة الدفع، فيتفاجأ المشتري بارتفاع السعر النهائي.
  • الندرة المصطنعة: من أبرز أساليب الضغط النفسي إشعارات مثل "بقيت قطعة واحدة فقط" أو عدادات زمنية للعرض، ما يدفع المستهلك للتصرف بسرعة دون مقارنة أو تفكير منطقي.

الآثار السلبية على المستهلك

هذه الممارسات قد تدفع المستهلك إلى شراء منتجات لا يحتاجها فعلا، أو دفع مبالغ أكبر من المعتاد، أو الندم لاحقا بعد اكتشاف أن العرض لم يكن حقيقي، النتيجة في كثير من الأحيان هي فقدان الثقة بين المشتري والتاجر، إضافة إلى خسائر مالية ومعنوية.

نصائح لتفادي الوقوع في الفخ

الخبراء ينصحون باتباع عدة خطوات تحمي المستهلك من الخداع:

  • المقارنة بين المتاجر: عدم التسرع والبحث عن أسعار بديلة قد يكشف فروق ملحوظة ويوفر الكثير من المال.
  • قراءة التفاصيل الدقيقة: مثل شروط التوصيل، رسوم إضافية، أو سياسات الاسترجاع.
  • متابعة تقييمات العملاء: الاطلاع على تجارب الآخرين يساهم في كشف جودة المنتج ومصداقية المتجر.
  • التفكير قبل الشراء: التريث يمنح المشتري فرصة لتحديد ما إذا كان العرض يستحق حقا.

دور وزارة التجارة في حماية المستهلك

إدراك منها لخطورة هذه الممارسات، أعلنت وزارة التجارة السعودية عن تسعة ضوابط نظامية لتنظيم التخفيضات وضمان مصداقية العروض. هذه الضوابط تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية والثقة في السوق:

  • ترخيص رسمي للتخفيضات: على المتاجر الحصول على تصريح قبل الإعلان عن أي عرض، مع إظهار "باركود" للتحقق من صحة الترخيص.
  • إظهار السعر قبل وبعد الخصم: لضمان الوضوح ومنح المستهلك فرصة المقارنة الحقيقية.
  • منع التضليل في نسب الخصم: إلزام التجار بالإعلان عن التخفيضات بدقة وشفافية.
  • الالتزام بضمانات الشركات: حماية حق المستهلك في استبدال أو إرجاع المنتج المعيب.
  • الإفصاح عن سياسات الاستبدال والاسترجاع: لتوضيح حقوق المشتري قبل إتمام الصفقة.
  • ضوابط للإعلانات الإلكترونية: ضمان أن تكون الحملة الترويجية عادلة ولا تجبر المستهلك على قرارات غير مدروسة.

الجهود الرقابية المستمرة

الوزارة لم تكتفي بوضع القوانين، بل شددت على تكثيف الجولات الرقابية في مختلف مناطق المملكة، للتأكد من الالتزام الفعلي ومنع أي تلاعب.

هذه الخطوة تثبت أن الأنظمة ليست مجرد حبر على ورق، بل هي جزء من خطة استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الثقة في القطاع التجاري، وتقديم تجربة تسوق عادلة وآمنة للجميع.