مدينة جدة .. لن تصدق سبب تسميتها بهذا الاسم وأول ذكر لمدينة جدة في كتب التاريخ

لن تصدق سبب تسميتها بهذا الاسم وأول ذكر لمدينة جدة في كتب التاريخ
  • آخر تحديث

تعد مدينة جدة من أقدم وأهم المدن على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، وهي بوابة الحرمين الشريفين البحرية والميناء الرئيسي للحجاج القادمين عبر البحر.

لن تصدق سبب تسميتها بهذا الاسم وأول ذكر لمدينة جدة في كتب التاريخ

لكن الاسم ذاته "جدة" يحمل خلفه قصة مثيرة للاهتمام ما بين روايات لغوية وأساطير تاريخية، ارتبطت بتاريخ الجزيرة العربية وتطور الحياة فيها على مدى قرون طويلة.

أصل تسمية جدة.. بين اللغة والأسطورة

تعددت الروايات حول سبب تسمية مدينة جدة بهذا الاسم.

فوفقا لبعض المؤرخين واللغويين، تعود التسمية إلى كلمة "جُدّة" بضم الجيم، وتعني "ساحل البحر"، وهو ما يتوافق مع موقع المدينة الجغرافي على البحر الأحمر.

غير أن الرواية الأكثر شيوع والتي تناقلتها أجيال من سكان المنطقة، تشير إلى أن المدينة سُميت "جدة" بفتح الجيم نسبة إلى "جدة البشر"، أي حواء أم البشر التي يقال إنها دفنت في المدينة، ويوجد بها حتى اليوم ما يعرف بـ"قبر أمنا حواء"، والذي كان سابقًا موقع يزار، قبل أن يتم إغلاقه.

وقد ورد ذكر جدة في كتابات قديمة تعود إلى المؤرخين المسلمين في القرن الأول الهجري، من بينهم البلاذري وابن بطوطة وابن جبير، الذين أشاروا إليها كميناء مهم يخدم مكة المكرمة.

وكان أول ذكر صريح لاسم المدينة يعود إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان، حين أمر بتطوير الميناء ليستقبل الحجاج القادمين من البحر، وذلك في سنة 26 هـ (647م).

موقع ومساحة المدينة الاستراتيجية

تقع جدة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر غرب المملكة العربية السعودية، وهي العاصمة الإدارية لمحافظة جدة التابعة لمنطقة مكة المكرمة.

تمتد المدينة على مساحة تقدر بحوالي 1,600 كيلومتر مربع، ويقطنها أكثر من 4.7 ملايين نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد العاصمة الرياض.

بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تحولت جدة إلى مركز اقتصادي وتجاري رئيسي، تحتضن مطار الملك عبد العزيز الدولي، وتعد بوابة الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، كما تضم ميناء جدة الإسلامي الذي يعد الأكبر على البحر الأحمر.

الأهمية الاقتصادية والثقافية لجدة

إلى جانب دورها الحيوي في خدمة الحجاج، تعد جدة مركز اقتصادي مهم، إذ تضم مقار العديد من البنوك والشركات الكبرى، إضافة إلى كونها حاضنة لسوق عقاري نشط ومشاريع تنموية ضخمة مثل "مشروع جدة داون تاون" و"أبراج لمار" و"مدينة الملك عبد الله الاقتصادية" القريبة.

أما ثقافيا، فتمثل جدة نموذج للتنوع والانفتاح، إذ تجمع بين الأصالة والتحديث.

وتحتوي المدينة على عدد من المعالم التاريخية المهمة، أبرزها "جدة التاريخية" المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، والتي تضم منازل أثرية مبنية من الحجارة البحرية والخشب، وأسواق تقليدية مثل سوق العلوي وسوق الصواريخ.

جدة في ذاكرة التاريخ والدين

تاريخيا، ارتبطت جدة بالعديد من الشخصيات الإسلامية والتاريخية، فعدا عن دورها كميناء الحجاز، كانت محطة مهمة للتجار والقوافل، ونقطة التقاء بين الثقافات الشرقية والغربية.

كما تشير بعض المصادر الإسلامية إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مر بها خلال حياته، وقد ازدهرت المدينة في العصور الإسلامية المختلفة نتيجة لموقعها الحيوي.

ويؤكد المؤرخون أن جدة لم تكن فقط محطة تجارية، بل كانت كذلك بوابة للعلماء والرحالة الذين دونوا ملاحظاتهم عنها، مثل ابن بطوطة الذي زارها في القرن الرابع عشر ووصفها بأنها مدينة محصنة ذات أسواق عامرة وسكان مضيافين.

الهوية الحديثة لمدينة جدة

في الوقت الراهن، تعرف جدة بأنها "عروس البحر الأحمر"، وهي وجهة مفضلة للسياحة الداخلية والخارجية، لما تمتلكه من كورنيش عصري، ومتاحف، ومراكز ترفيه، ومولات تجارية ضخمة.

كما تشهد المدينة تطور عمراني وثقافي كبير، يتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحويل جدة إلى وجهة عالمية سياحي واقتصادي.

وبهذا تجمع جدة بين عبق التاريخ والحداثة، وتحمل في اسمها وفي ترابها حكايات ممتدة عبر الزمان والمكان، لتبقى إحدى أبرز المدن التي تروي تاريخ الجزيرة العربية وحاضرها ومستقبلها.

المصادر