مكة تودع بشكل نهائي الاسفلت التقليدي وتعلن عن استخدام تقنية جديدة في جميع الشوارع وخبير يوضح مميزات وعيوب التقنية الجديدة

مكة تودع بشكل نهائي الاسفلت التقليدي وتعلن عن استخدام تقنية جديدة في جميع الشوارع
  • آخر تحديث

في إطار سعي أمانة العاصمة المقدسة إلى تطوير البنية التحتية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين والزائرين، كشفت الأمانة عن اعتماد تقنية حديثة تعد تحول نوعي في مجال صيانة وإصلاح الطرق، وهي تقنية "الأسفلت البارد".

مكة تودع بشكل نهائي الاسفلت التقليدي وتعلن عن استخدام تقنية جديدة في جميع الشوارع 

هذه الخطوة تمثل نقلة متقدمة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الرامية إلى تحسين الخدمات وتهيئة بيئة حضرية آمنة وعصرية.

الأسفلت البارد

جاء الإعلان عن هذه التقنية على لسان المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، الذي أكد أن الأمانة بدأت بتطبيق تقنية الأسفلت البارد في صيانة الشوارع وإصلاح الحفر، حيث تتميز هذه الطريقة بكونها فعالة وسريعة ولا تتطلب استخدام معدات ضخمة أو ثقيلة، وهو ما يعد من أبرز مزاياها مقارنة بالأساليب التقليدية.

مميزات الأسفلت البارد

من أبرز ما يميز تقنية الأسفلت البارد هو قدرتها على إصلاح الأعطال والحفر في الطرق بشكل فوري وفعال دون الحاجة إلى إغلاق الطرق أو تحويل حركة السير.

ويمكن تنفيذ أعمال الصيانة خلال أوقات الذروة دون أن تؤثر على انسيابية حركة المرور، ما يسهم في رفع مستوى السلامة العامة على الطرق.

كما أوضح زيتوني أن التقنية لا تتطلب عدد كبير من العمالة المدربة أو المعدات الكبيرة، الأمر الذي يخفف العبء اللوجستي، ويقلل من تكاليف التشغيل، ويوفر الوقت والجهد، ويضمن أداء سريع للعمليات اليومية الخاصة بصيانة الطرق داخل مكة المكرمة، لا سيما في المناطق ذات الكثافة العالية مثل المشاعر المقدسة.

توسع ملحوظ في استخدام التقنية داخل المشاعر المقدسة

أشار المتحدث الرسمي إلى أن أمانة العاصمة المقدسة وسعت نطاق استخدام تقنية الأسفلت البارد لتشمل العديد من المواقع الحيوية، وخصوصا المشاعر المقدسة التي تشهد تدفق بشري ضخم خلال موسم الحج.

وقد أثبتت هذه التقنية فاعليتها العالية في تلبية احتياجات تلك المناطق من حيث سرعة الإنجاز وعدم الإخلال بانسيابية حركة المركبات والحجاج.

انعكاسات إيجابية على البيئة والبنية التحتية

إلى جانب سهولة التنفيذ والسرعة، فإن تقنية الأسفلت البارد تحمل أبعاد بيئية مهمة، إذ تقلل من انبعاثات الغازات الناتجة عن تشغيل المعدات الثقيلة المستخدمة في الطرق التقليدية.

كما أن المواد المستخدمة تكون جاهزة مسبقا للتطبيق الفوري، مما يقلل من الفاقد ويحافظ على الموارد.

خطوة في طريق التحول الحضري الذكي المتكامل

تأتي هذه الخطوة في إطار خطة أشمل تسعى من خلالها أمانة العاصمة المقدسة إلى تحقيق تحول حضري شامل من خلال تطوير مرافق النقل والبنية التحتية، وتوظيف الحلول الذكية والتقنيات الحديثة في تقديم الخدمات.

ويعد تطبيق الأسفلت البارد مؤشر واضح على هذا التحول، حيث يواكب التقدم التكنولوجي ويعزز من كفاءة أداء الجهات المعنية بالصيانة.

انسجام تام مع رؤية المملكة 2030

اعتماد تقنية الأسفلت البارد يعكس انسجام واضح مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة المدن والبنية التحتية، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مختلف القطاعات.

كما يساهم في توفير بيئة حضرية أكثر أمان وسلاسة، سواء للمواطنين أو الزوار، خصوصا في المناطق التي تشهد زحام موسمي عالي مثل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

نموذج رائد في التحديث الحضري

إن دخول تقنية الأسفلت البارد حيز التطبيق الفعلي داخل العاصمة المقدسة يمثل نموذج ملهم للتطوير الحضري الذكي، حيث تجمع هذه التقنية بين الكفاءة والسرعة والجدوى البيئية، ما يجعلها خطوة استراتيجية تساهم في رفع مستوى الخدمات البلدية، وتعزيز رضا السكان والزوار، والمضي قدما نحو مستقبل أكثر ازدهار واستدامة.