السعودية: بدء تطبيق قرار يقضي باعفاء المقيمين من المقابل المالي في هذه الحالات الجديدة

بدء تطبيق قرار يقضي باعفاء المقيمين من المقابل المالي في هذه الحالات الجديدة
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بدعم ريادة الأعمال وتحفيز قطاع المنشآت الصغيرة، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تفاصيل نظام إعفاء المنشآت الصغيرة من المقابل المالي لعام 1446 هـ.

بدء تطبيق قرار يقضي باعفاء المقيمين من المقابل المالي في هذه الحالات الجديدة 

ويأتي هذا القرار في سياق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتمكين المنشآت الوطنية من تحقيق الاستدامة.

ما هو المقابل المالي؟ ولماذا تعفى بعض المنشآت منه؟

المقابل المالي هو رسوم مالية تفرض على الشركات والمنشآت العاملة في المملكة مقابل توظيف العمالة الوافدة، وتعد هذه الرسوم جزء من سياسات تنظيم سوق العمل.

ومع ذلك، فإن المنشآت الصغيرة ذات الموارد المحدودة قد تجد صعوبة في تحمل هذه الرسوم، مما دفع الوزارة إلى تبني سياسة الإعفاء بشروط محددة لتخفيف العبء عنها.

يهدف هذا الإعفاء إلى:

  • تحفيز الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
  • تمكين المواطنين من الدخول في سوق العمل الحر.
  • تقليل الاعتماد على الوظائف الحكومية.
  • رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.

الفئات المستهدفة بالإعفاء

حددت وزارة الموارد البشرية الفئة المستهدفة من هذا الإعفاء بدقة، وجاءت الشروط العامة كما يلي:

  • أن تتكون المنشأة من تسعة عمال فأقل، بالإضافة إلى صاحب المنشأة نفسه.
  • أن يكون المالك سعودي الجنسية ومسجل فعلي في التأمينات الاجتماعية.
  • أن تكون المنشأة حاصلة على الترخيص الرسمي والمعتمد لمزاولة النشاط.

هذه المعايير تهدف إلى توجيه الإعفاء إلى المنشآت الأكثر احتياج للدعم، وضمان توظيف المواطنين السعوديين بطريقة فعّالة.

تفاصيل حالات الإعفاء

يتضمن قرار الإعفاء حالات متعددة بحسب طبيعة تفرغ المالك ونشاطه داخل المنشأة، وتشمل أبرز هذه الحالات:

  • الإعفاء الأساسي
    • إذا كانت المنشأة تضم تسعة عمال أو أقل، وكان المالك سعودي ومتفرغ للعمل ومسجل في التأمينات الاجتماعية، يعفى اثنان من العمالة الوافدة من رسوم المقابل المالي.
  • إعفاء موسع
    • في حال كان المالك موظف سعودي ومسجل في التأمينات الاجتماعية ولكن غير متفرغ تماما يمنح إعفاء لعدد أربعة عمال وافدين بدلا من اثنين.

هذا التدرج في الإعفاء يتيح مرونة أكبر للمنشآت الصغيرة بحسب درجة التفرغ والمشاركة الفعلية للمالك في تشغيل المنشأة.

شروط إضافية ينبغي الالتزام بها

بالإضافة إلى الشروط الأساسية، هناك متطلبات أخرى تضمن تطبيق الإعفاء بشكل عادل ومنظم:

  • مدة التفرغ المطلوبة للمالك: يجب أن يكون المالك متفرغًا للعمل بالمنشأة لمدة لا تقل عن خمس سنوات بدء من تاريخ إنشائها.
  • عدم تعدد الملاك أو الأنشطة: يشترط أن يكون المالك غير مشارك في منشآت أخرى نشطة في الوقت ذاته، لضمان التفرغ الحقيقي.
  • الالتزام بتحديث بيانات المنشأة بشكل دوري على منصات الوزارة الرسمية.

كيف تستفيد المنشآت من الإعفاء؟ 

أصبح بإمكان أصحاب المنشآت الصغيرة التقديم على الإعفاء أو التحقق من أهليتهم إلكتروني عبر منصة "قوى" أو منصة وزارة الموارد البشرية، حيث يتم:

  • تسجيل الدخول إلى المنصة.
  • إدخال بيانات المنشأة والمالك.
  • التحقق من التراخيص والتأمينات.
  • انتظار إشعار الأهلية أو استكمال المستندات المطلوبة.

هذه العملية الرقمية توفر وقت وجهد المنشآت، وتضمن شفافية الإجراءات.

انعكاسات القرار على الاقتصاد الوطني وسوق العمل

يمثل إعفاء المنشآت الصغيرة من المقابل المالي عنصر مهم في دعم النمو الاقتصادي المحلي، وله تأثيرات إيجابية تشمل:

  • خفض تكاليف التشغيل للمنشآت الناشئة.
  • تحفيز الشباب السعودي على إنشاء أعمالهم الخاصة.
  • زيادة فرص التوظيف، سواء للمواطنين أو حتى لبعض العمالة الوافدة في إطار منظم.
  • رفع إنتاجية القطاعات الصغيرة والمتوسطة.

كما يسهم القرار في تحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 وهو رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن تتوسع مبادرة الإعفاء مستقبلا لتشمل فئات جديدة أو يتم تمديد مدة الإعفاء بحسب أداء المنشأة ونموها، كما قد يتم تطوير معايير مرنة تسمح بتحفيز قطاعات معينة مثل التقنية، الزراعة، والصناعات الصغيرة.

دعم حقيقي لصغار المستثمرين وأصحاب المبادرات

إن قرار وزارة الموارد البشرية بإعفاء المنشآت الصغيرة من المقابل المالي يشكل خطوة عملية وجادة نحو تمكين رواد الأعمال السعوديين، ويعكس فهم عميق للتحديات التي تواجههم في بداياتهم.

وبينما تحرص المملكة على تحسين بيئة الاستثمار، فإن هذا النوع من المبادرات يمثل حجر الزاوية في تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.