هذا ما فعلته السلطات السعودية مع حجاج اليمن بعد عبورهم منفذ الوديعة

هذا ما فعلته السلطات السعودية مع حجاج اليمن بعد عبورهم منفذ الوديعة
  • آخر تحديث

في إطار الجهود الشاملة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، تواصل هيئة الهلال الأحمر السعودي، ممثلة في فرعها بمنطقة نجران، أداء دورها الحيوي في تقديم الرعاية الصحية والإسعافية والإنسانية للحجاج القادمين من الجمهورية اليمنية عبر منفذ الوديعة.

هذا ما فعلته السلطات السعودية مع حجاج اليمن بعد عبورهم منفذ الوديعة 

هذه الجهود الميدانية تأتي ضمن خطة وطنية مدروسة تهدف إلى ضمان أعلى درجات الأمان والسلامة والطمأنينة للحجاج منذ لحظة دخولهم أراضي المملكة وحتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

رعاية طبية شاملة واستعداد دائم في منفذ الوديعة

يعد منفذ الوديعة البري من أبرز المنافذ التي تشهد كثافة كبيرة في حركة الحجاج القادمين من اليمن، وهو ما دفع هيئة الهلال الأحمر السعودي إلى تكثيف وجودها الميداني هناك.

وأوضح مدير فرع الهيئة في نجران، محمد العسيري، أن الفرق الطبية والإسعافية العاملة في المنفذ تباشر مهامها على مدار الساعة، مزودة بكامل التجهيزات والمعدات الطبية، ما يعزز سرعة الاستجابة في الحالات الطارئة ويضمن تقديم الخدمة الفورية لأي حاج يحتاج إلى تدخل طبي أو إنساني.

وأكد العسيري أن هذه الفرق لا تؤدي مهامها الفنية فقط، بل تنطلق في عملها من روح تطوعية ومهنية عالية، حيث يتم استقبال الحجاج بوجه بشوش، وتوفير أجواء مليئة بالمحبة والاحترام، تعبير عن عميق التقدير للوافدين إلى بيت الله الحرام.

وتم تعزيز هذه الأجواء بوضع لوحات ترحيبية وتوعوية في مواقع متفرقة، ما يضفي طابع إنساني وحضاري على خدمات الاستقبال.

برامج توعوية تثقيفية للحجاج

ولم تقتصر الجهود على الجانب الإسعافي، بل امتدت لتشمل نشر الوعي الصحي والسلوكي بين الحجاج.

فقد تم توزيع مواد توعوية تحتوي على إرشادات مهمة تتعلق بكيفية أداء مناسك الحج بشكل آمن، وطرق الوقاية من الأمراض المعدية، وأهمية الالتزام بالتعليمات الطبية لتجنب الإرهاق أو الإصابة.

وتهدف هذه البرامج إلى رفع الوعي الصحي للحجاج، وضمان أن يكون أداؤهم للمناسك خالي من العوائق الصحية.

وإضافة إلى ذلك، تم توزيع هدايا رمزية تعبر عن الحفاوة والكرم الذي يميز الشعب السعودي، وتجسد الرغبة الصادقة في جعل رحلة الحج تجربة إيمانية مريحة وإنسانية بكل تفاصيلها.

تشغيل مراكز إسعافية موسمية على الطرق الحيوية

ضمن خطتها التشغيلية الخاصة بموسم الحج، فعّلت الهيئة مركز إسعافي موسمي في منطقة "المنخلي"، الواقعة على الطريق الرابط بين شرورة وسلطانة، وهو طريق رئيسي يستخدمه آلاف الحجاج في رحلتهم نحو مكة المكرمة.

ويعمل هذا المركز على تقديم الدعم الإسعافي الطارئ، بما يضمن توفير تغطية شاملة لأي حالة طارئة تقع خلال التنقل البري، خاصة أن هذا الطريق الصحراوي الطويل قد يفتقر إلى المرافق الطبية القريبة.

ويمثل هذا المركز الموسمي جزء من استراتيجية موسعة تتضمن رفع كفاءة جميع المراكز الإسعافية الواقعة على مسارات الحجاج، لتكون على أهبة الاستعداد في أي وقت.

رفع الجاهزية الكاملة لكافة المراكز في المنطقة

وأشار العسيري إلى أن فرع الهيئة في نجران قد أنهى الاستعدادات الكاملة لتشغيل 17 مركز إسعافي منتشر في المنطقة، يدعمها أكثر من 64 فرقة إسعافية ميدانية جاهزة للعمل على مدار 24 ساعة.

وقد تم تجهيز هذه الفرق بكافة الوسائل الطبية المتطورة، وتدريبها على أعلى المستويات، لضمان الاستجابة السريعة والفعالة لمختلف أنواع البلاغات، سواء كانت صحية، إنسانية، أو حتى لوجستية تتطلب دعم ميداني.

كما أكد أن التنسيق الكامل قائم بين مراكز القيادة والتحكم التابعة للهيئة، وغرف العمليات المركزية، بهدف متابعة تحركات الحجاج لحظة بلحظة، والتعامل مع أي طارئ بسرعة فائقة.

البعد الإنساني في تقديم الخدمات

أحد أبرز السمات التي تميز عمل هيئة الهلال الأحمر السعودي هو البعد الإنساني العميق في تعاملها مع الحجاج.

وأشار العسيري إلى أن فرق الهيئة تتعامل مع ضيوف الرحمن بروح العطاء والرحمة والتقدير، وهو ما يجسد القيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع السعودي، من تعاطف وتكافل وتقدير لكل من جاء قاصد بيت الله.

وتنعكس هذه القيم في الابتسامة، وفي الكلمة الطيبة، وفي الدعم النفسي والمعنوي الذي يقدم للحجاج، خاصة كبار السن والمرضى والنساء، في صورة تترجم مكانة المملكة كمنارة إسلامية عالمية لخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما من شتى أنحاء العالم.

تكامل الجهود بين المناطق لتعزيز الخدمة

وأكد العسيري أن فرع نجران لا يعمل بمعزل عن بقية فروع هيئة الهلال الأحمر السعودي، بل يتم التنسيق المستمر بين جميع مناطق المملكة لضمان انسيابية الخدمات وتكاملها، من لحظة دخول الحاج إلى أراضي المملكة، وحتى وصوله إلى المشاعر المقدسة.

ويأتي هذا التنسيق ضمن خطة وطنية موحدة تتكامل فيها جهود الإسعاف والطب الوقائي، والدعم اللوجستي، بما يحقق أعلى المعايير في مجال رعاية الحجاج.

 شرف الخدمة ومسؤولية وطنية عظيمة

وفي ختام حديثه، شدد العسيري على أن الهيئة تضع خدمة الحجاج على رأس أولوياتها، وتعتبر ذلك شرف عظيم وأمانة وطنية وإنسانية لا تهاون فيها.

ودعا جميع العاملين إلى مضاعفة الجهود ومواصلة العمل بروح الإخلاص والتفاني، لتقديم صورة مشرفة عن المملكة ومكانتها الريادية في خدمة الحجاج.

كما ثمن الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لجميع القطاعات الصحية والإسعافية، مؤكد أن هذا الدعم يشكل الركيزة الأساسية في نجاح الخطط التنفيذية، ويضمن أن يحظى ضيوف الرحمن بكل ما يحتاجونه من رعاية واهتمام طوال رحلتهم الإيمانية.