خطر مميت ينتشر على الطريق بين القويعية والدوادمي

خطر مميت ينتشر على الطريق بين القويعية والدوادمي
  • آخر تحديث

في مشهد يتكرر بشكل مثير للقلق، أصبح طريق "القويعية - الدوادمي" المزدوج مرتع للإبل السائبة، التي تركت دون رقابة أو مسؤولية، فتجولت في مسارات المركبات، مشكلة بذلك خطر حقيقي على حياة المارة والسائقين.

خطر مميت ينتشر على الطريق بين القويعية والدوادمي 

ورغم كثرة الحوادث المسجلة، لا تزال الظاهرة قائمة دون حلول جذرية أو رقابة فعالة.

الإبل السائبة

يروي أحد المواطنين (غ.ر) معاناته المستمرة خلال تنقله على هذا الطريق الحيوي، مشير إلى أن رؤية الإبل السائبة أصبحت مألوفة لمرتادي الطريق، خصوصا في المناطق القريبة من "كوبري وادي الخنقة".

وذكر أن هذه الحيوانات تتجول بحرية تامة، دون رادع أو مراقبة، مما تسبب في وقوع عدد من الحوادث المرورية المؤلمة خلال الأشهر الأخيرة.

حادث مأساوي لشاب على طريق العمل

واحدة من الحوادث التي تركت أثر بالغ في نفوس المواطنين، كانت حادثة اصطدام شاب في مقتبل العمر بجمل سائب بينما كان متوجه إلى عمله صباحا في أحد القطاعات الخاصة بالقويعية.

الحادث، الذي وقع على الطريق ذاته، أسفر عن إصابات بالغة استدعت نقله إلى مستشفى القويعية العام، قبل أن يتم تحويله إلى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض لتلقي رعاية طبية مكثفة.

وبقي الشاب في قسم العناية المركزة لمدة تجاوزت 12 يوم، نتيجة لتعرضه لكسور وجروح خطيرة، قبل أن يخرج بفضل الله، لكنه لا يزال يخضع لفترة نقاهة واستشفاء منزلي طويل الأمد.

حوادث مميتة بسبب الإهمال المتكرر

ولم يكن ذلك الحادث الوحيد، بل سبقته وتلته حوادث أخرى أكثر مأساوية، من بينها حادث أودى بحياة شاب آخر، حيث اصطدم بجمل مهمل وقف في وسط الطريق عند أحد المنعطفات، دون أن يكون هناك أي تحذير أو وسيلة وقائية تحمي السائقين من المفاجآت القاتلة.

وبحسب شهود العيان، فإن تكرار مثل هذه الحوادث يظهر ضعف الرقابة الميدانية وغياب الإجراءات الردعية بحق المخالفين من ملاك الإبل الذين يتهاونون في حماية أرواح الآخرين.

موسم الربيع

يزداد الوضع سوء خلال مواسم الربيع، التي تشهد حركة نشطة لملاك الإبل المتنقلين شمال وجنوب على الطريق ذاته.

ويؤكد المواطنون أن العديد من هؤلاء الملاك يسلكون الطريق نهار بجمالهم دون أدنى مسؤولية، ما يعرض العابرين للخطر الجسيم.

والأسوأ من ذلك، أن بعض ملاك الإبل يرفضون الانصياع للنصائح أو التعليمات التي تحثهم على إبقاء جمالهم بعيد عن الطرقات، معتبرين أن حماية مواشيهم مقدمة على سلامة البشر، وهو موقف ينم عن غياب الوعي وافتقار للحس الوطني.

مناشدة عاجلة للجهات المعنية

أمام هذا الواقع المؤلم، ناشد المواطنون الجهات المختصة بـاتخاذ إجراءات صارمة وعاجلة، تشمل إلزام ملاك الإبل بعدم تركها سائبة قرب الطرق، إلى جانب فرض غرامات رادعة وتنفيذ الأنظمة التي تحفظ الأرواح وتحمي الممتلكات.

وأشار المواطن (غ.ر) في ختام حديثه إلى أن طريق "القويعية - الدوادمي" يشهد حركة مرورية كثيفة يوميا، وخاصة في الإجازات والعطل الرسمية، مما يضاعف من احتمال وقوع الكوارث في ظل استمرار تجاهل الخطر.

عندما تصبح الطرق ميدان للخطر بدلا من الأمان

إن مشهد الإبل السائبة على الطرق العامة لا يجب أن يتحول إلى أمر اعتيادي تتقبله المجتمعات بصمت.

فالمسؤولية هنا لا تقع فقط على ملاك الإبل، بل أيضا على الجهات المعنية التي يجب أن تتحرك بجدية لإنهاء هذه الظاهرة قبل أن تزهق مزيد من الأرواح البريئة، السلامة على الطرق ليست خيار، بل حق لكل مواطن وعابر سبيل.