الحصيني يحذر سكان الرياض والشرقية من موجات حر ورياح البوارح التي تبدء من هذا التاريخ

تتجدد كل عام خلال أشهر الصيف ظاهرة جوية موسمية تعرف بـ"رياح البوارح"، وهي واحدة من أبرز الظواهر المناخية التي تؤثر على منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، محدثة تغيرات جوية مفاجئة قد تنطوي على مخاطر متعددة، خاصة على الطرقات.

الحصيني يحذر سكان الرياض والشرقية من موجات حر ورياح البوارح

وفي هذا السياق، أطلق عبدالعزيز بن محمد الحصيني، الباحث المتخصص في شؤون الطقس والمناخ، تحذير مهم بشأن بدء نشاط هذه الرياح، مشير إلى أنها بدأت بالفعل في التأثير على بعض مناطق الخليج، ومن المحتمل أن تمتد لتشمل نطاق أوسع من الأراضي السعودية خلال الفترة المقبلة، لاسيما المناطق الشرقية والجنوبية من العاصمة الرياض.

السبب العلمي وراء نشاط رياح البوارح

أوضح الحصيني أن رياح البوارح تتشكل نتيجة اختلافات الضغط الجوي بين الأجزاء الشمالية والغربية من شبه الجزيرة العربية.

وهذا التباين الكبير في الضغط يؤدي إلى دفع كتل هوائية جافة وسريعة الحركة، تصاحبها كميات كبيرة من الغبار والأتربة.

هذه الرياح تنشط عادة في أوقات محددة من العام، خصوصا خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو، وتؤثر بشكل متفاوت من عام إلى آخر، ولكنها تحمل في طياتها أضرار مباشرة على الحياة اليومية، بما في ذلك تراجع مستوى الرؤية الأفقية واضطراب حركة السير.

المناطق الأكثر تأثر برياح البوارح

وفقا للأرشيفات المناخية وسجلات الرصد الجوي، فإن هذه الظاهرة تتكرر سنويا وتؤثر غالبا على:

• المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية
• مناطق شرق وجنوب الرياض
• إمارة نجران
• أجزاء من منطقتَي الباحة وعسير الشرقية
• دولة الكويت
• جنوب ووسط العراق
• الإمارات العربية المتحدة

ويلاحظ أن تأثيرات الرياح تكون أكثر حدة في المناطق الصحراوية والمكشوفة، حيث تزداد كثافة الغبار وتنخفض مستويات الرؤية إلى مستويات حرجة، مما يعزز من احتمالية وقوع الحوادث المرورية.

تأثيرات مباشرة على السلامة العامة

أحد أبرز المخاطر التي تتسبب بها رياح البوارح هو تدني الرؤية الأفقية بشكل كبير نتيجة الأتربة المتطايرة والغبار الكثيف.

وهذا الوضع يشكل تهديد حقيقي على حركة السير، خاصة في الطرق السريعة والمناطق المكشوفة التي تخلو من عوائق طبيعية.

تؤدي هذه الظروف المناخية إلى اضطرابات مرورية وزيادة فرص الحوادث، مما يستدعي من قائدي المركبات والمشاة على حد سواء اتخاذ أقصى درجات الحذر خلال هذه الفترة.

دعوات للتأهب والالتزام بالتعليمات

في ظل ما تشهده بعض المناطق من تقلبات جوية متوقعة خلال الأيام القادمة، شدد الحصيني على أهمية متابعة التحديثات المناخية الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، داعيا الجميع، ولا سيما قائدي المركبات، إلى توخي الحذر أثناء التنقل.

كما أوصى بتقليل التنقل غير الضروري خلال أوقات الذروة المناخية، والحرص على الصيانة الدورية للمركبات للتعامل مع الظروف الجوية غير المستقرة، فضلا عن الاستعانة بأنظمة الملاحة والخرائط الحية لتجنب المناطق التي تشهد انخفاض حاد في الرؤية.

رياح البوارح

تمثل رياح البوارح نموذج للتحديات البيئية والمناخية التي تتطلب درجة عالية من الوعي المجتمعي والتعاون المؤسسي، ورغم أنها ظاهرة متكررة، إلا أن آثارها قد تكون كارثية في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية.

إن تعزيز ثقافة الطوارئ والتأهب، إلى جانب تطوير آليات الاستجابة السريعة، يشكلان ركيزة أساسية في التخفيف من المخاطر الناجمة عن هذه الظواهر المناخية، وضمان سلامة الأفراد والممتلكات.